«فبأي حديث بعده» أي القرآن «يؤمنون» أي لا يمكن إيمانهم بغيره من كتب الله بعد تكذيبهم به لاشتماله على الإعجاز الذي لم يشتمل عليه غيره.
أَحْياءً وَأَمْواتاً (26)
أي تضم الأحياء على ظهرها والأموات في بطنها .
------------
(26) الفتوحات ج 3 /
143
ثم قال : ( فبأي حديث بعده يؤمنون ) ؟ أي : إذا لم يؤمنوا بهذا القرآن ، فبأي كلام يؤمنون به ؟! كقوله تعالى : ( فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ) [ الجاثية : 6 ] .
قال ابن أبي حاتم : حدثنا ابن أبي عمر ، حدثنا سفيان ، عن إسماعيل بن أمية : سمعت رجلا أعرابيا بدويا يقول : سمعت أبا هريرة يرويه إذا قرأ : ( والمرسلات عرفا ) فقرأ : ( فبأي حديث بعده يؤمنون ) ؟ فليقل : آمنت بالله وبما أنزل .
وقد تقدم هذا الحديث في سورة " القيامة " .
آخر تفسير سورة " والمرسلات " [ ولله الحمد والمنة ]
قوله تعالى {وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون} أي إذا قيل لهؤلاء المشركين {اركعوا} أي صلوا {لا يركعون} أي لا يصلون؛ قال مجاهد. وقال مقاتل : نزلت في ثقيف، امتنعوا من الصلاة فنزل ذلك فيهم. قال مقاتل : قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : (أسلموا) وأمرهم بالصلاة فقالوا : لا ننحني فإنها مسبة علينا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود). يذكر أن مالكا رحمه الله دخل المسجد بعد صلاة العصر، وهو ممن لا يرى الركوع بعد العصر، فجلس ولم يركع، فقال له صبي : يا شيخ قم فاركع. فقام فركع ولم يحاجه بما يراه مذهبا، فقيل له في ذلك، فقال : خشيت أن أكون من الذين {إذا قيل لهم اركعوا لا يركعون}. وقال ابن عباس : إنما يقال لهم هذا في الآخرة حين يدعون إلى السجود فلا يستطيعون. قتادة : هذا في الدنيا. ابن العربي : هذه الآية حجة على وجوب الركوع وإنزاله ركنا في الصلاة وقد أنعقد الإجماع عليه، وظن قوم أن هذا إنما يكون في القيامة وليست بدار تكليف فيتوجه فيها أمر يكون عليه ويل وعقاب، وإنما يدعون إلى السجود كشفا لحال الناس في الدنيا، فمن كان لله يسجد يمكن من السجود، ومن كان يسجد رثاء لغيره صار ظهره طبقا واحدا. وقيل : أي إذا قيل لهم اخضعوا للحق لا يخضعون، فهو عام في الصلاة وغيرها وإنما ذكر الصلاة، لأنها أصل الشرائع بعد التوحيد. وقيل : الأمر بالإيمان لأنها لا تصح من غير إيمان. قوله تعالى {فبأي حديث بعده يؤمنون} أي إن لم يصدقوا بالقرآن الذي هو المعجز والدلالة على صدق الرسول عليه السلام، فبأي شيء يصدقون! وكرر {ويل يومئذ للمكذبين} لمعنى تكرير التخويف والوعيد. وقيل : ليس بتكرار، لأنه أراد بكل قول منه غير الذي أراد بالآخر؛ كأنه ذكر شيئا فقال : ويل لمن يكذب بهذا، ثم ذكر شيئا آخر فقال : ويل لمن يكذب بهذا، ثم ذكر شيئا آخر فقال : ويل لمن يكذب بهذا. ثم كذلك إلى آخرها. ختمت السورة ولله الحمد.
هلاك وعذاب شديد يوم القيامة للمكذبين بآيات الله، إن لم يؤمنوا بهذا القرآن، فبأي كتاب وكلام بعده يؤمنون؟ وهو المبيِّن لكل شيء، الواضح في حكمه وأحكامه وأخباره، المعجز في ألفاظه ومعانيه.
{ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ } أبالباطل الذي هو كاسمه، لا يقوم عليه شبهة فضلا عن الدليل؟ أم بكلام كل مشرك كذاب أفاك مبين؟.
فليس بعد النور المبين إلا دياجى الظلمات، ولا بعد الصدق الذي قامت الأدلة والبراهين على صدقه إلا الكذب الصراح والإفك المبين ، الذي لا يليق إلا بمن يناسبه.
فتبا لهم ما أعماهم! وويحا لهم ما أخسرهم وأشقاهم!
نسأل الله العفو والعافية [إنه جواد كريم. تمت].
"فبأي حديث بعده" بعد القرآن، "يؤمنون"، إذا لم يؤمنوا به.
(فَبِأَيِّ) الفاء الفصيحة و(بأي) متعلقان بيؤمنون و(حَدِيثٍ) مضاف إليه و(بَعْدَهُ) ظرف زمان و(يُؤْمِنُونَ) مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها.
Traslation and Transliteration:
Fabiayyi hadeethin baAAdahu yuminoona
In what statement, after this, will they believe?
Bundan sonra artık hangi söze inanırlar ki?
Après cela, en quelle parole croiront-ils donc?
An welches Wort nach ihm (dem Quran) werden sie denn den Iman verinnerlichen?!
![](/images/arrowtop.jpg) |
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة المرسلات (Al-Mursalat - The Emissaries) |
ترتيبها |
77 |
عدد آياتها |
50 |
عدد كلماتها |
181 |
عدد حروفها |
815 |
معنى اسمها |
الْمِرْسَالُ: الرَّسُولُ، جَمْعُ مَرَاسِيلِ. وَالمُرَادُ (بِالْمُرْسَلَاتِ): الْمَلَائِكَةُ الْمُرْسَلَةُ بِالْوَحْي إِلَى الأَنبِياَءِ عليه السلام |
سبب تسميتها |
انْفِرَادُ السُّورَةِ بِذِكْرِ مُفْرَدَةِ (الْمُرْسَلَاتِ)، وَدِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا |
أسماؤها الأخرى |
اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الْمُرْسَلَاتِ)، وتُسَمَّى سُورَةَ: ﴿وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا﴾، وَسُورَةَ (الْعُرْفِ) |
مقاصدها |
إِقَامَةُ الْحُجَّةِ عَلَى الْمُكَذِّبِينَ بِوُقُوعِ يَومِ الْقِيَامَةِ |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، فَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: «بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي غَارٍ بِمِنًى إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِ ﴿وَٱلۡمُرۡسَلَٰتِ﴾، وَإِنَّهُ لَيَتْلُوهَا، وَإِنِّي لَأَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ، وَإِنَّ فَاهُ لَرَطْبٌ بِهَا». (رَوَاهُ البُخَارِيّ) |
فضلها |
فِيهَا مَوْعِظَةٌ شَدِيْدَةٌ عَنِ العَذَابِ وَأَهْوَالِ يَوِمِ القِيَامَةِ، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ شِبْتَ، قَالَ: «شَيَّبَتْنِي (هُودٌ) و(الْوَاقِعَةُ) و(الْمُرْسَلَاتُ) و(عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ) و(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)». (حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، رواه التِّرمِذِيّ).
مِنَ النَّظَائِرِ الَّتِي كَانَ يَقرَأُ بِهَا النَّبِيُّ ﷺ فِي الصَّلَوَاتِ، فَفِي حَدِيثِ ابنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه الطَّويْلِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقْرَأُ النَّظَائِرَ، السُّورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ، .... (وعمَّ يَتَسَاءَلُوْنَ والْمُرْسَلَاتِ) فِي رَكْعَةٍ». (حَدِيثٌ صَحيحٌ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُد) |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ أَوَّلِ سُورَةِ (الْمُرْسَلَاتِ) بِآخِرِهَا: الْحَدِيثُ عَنْ إِقْرَارِ الْعَذَابِ لِلْمُكَذِّبِينَ، فَذَكَرَ (الْوَيلَ) فِي أَوَّائِلِ السُّورَةِ وَكَرَّرَ ذِكْرَهُ فِي أَوَاخِرِهَا، فَقَالَ: ﴿وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ ٤٩﴾.
مُنَاسَبَةُ سُورَةِ (الْمُرْسَلَاتِ) لِمَا قَبلَهَا مِنْ سُورَةِ (الْإِنْسَانِ): لَمَّا خَتَمَ اللهُ تَعَالَى (الْإِنْسَانَ) بِذِكْرِ الْعَذَابِ بِقَولِهِ: ﴿وَٱلظَّٰلِمِينَ أَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمَۢا ٣١﴾ افْتَتَحَ (الْمُرْسَلَاتِ) بِمَجْمُوعَةِ أَقْسَامٍ لِلْإِنْذَارِ بِوُقَوعِ الْعَذَابِ فَقَالَ: ﴿عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا ٦ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَٰقِعٞ ٧﴾ |