«فأخذناه وجنوده فنبذناهم» طرحناهم «في اليم» البحر فغرقوا «وهو» أي فرعون «مُليم» آت بما يلام عليه من تكذيب الرسل ودعوى الربوبية.
فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)
فالحاصل من هذا أنه من لم يغب عن عبوديته للّه في كل حال ، فقد أدى ما خلق له وكان طائعا وسواء كان مطيعا أو مخالفا ، فإن العبد الآبق لا يخرجه إباقه عن الرق ، وإنما يخرجه عن لوازم العبودية ، من الوقوف بين يدي سيده لامتثال أوامره ومراسمه ، ألا ترى اسم العبودية ينسحب عليه سواء كان مطيعا أو مخالفا .
(52) سورة الطّور مكيّة
------------
(60) الفتوحات ج 3 /
124
قال الله تعالى : ( فأخذناه وجنوده فنبذناهم ) أي : ألقيناهم في اليم ، وهو البحر ، ( وهو مليم ) أي : وهو ملوم كافر جاحد فاجر معاند .
قوله تعالى {وفي موسى} أي وتركنا أيضا في قصة موسى آية. وقال الفراء : هو معطوف على قوله {وفي الأرض آيات} {وفي موسى}. {إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين} أي بحجة بينة وهي العصا. وقيل : أي بالمعجزات من العصا وغيرها. {فتولى بركنه} أي فرعون أعرض عن الإيمان {بركنه} أي بمجموعة وأجناده؛ قال ابن زيد. وهو معنى قول مجاهد، ومنه قوله {أو آوي إلى ركن شديد} [
هود : 80] يعني المنعة والعشيرة. وقال ابن عباس وقتادة : بقوته. ومنه قوله عنترة : فما أوهى مراس الحرب ركني ** ولكن ما تقادم من زماني وقيل : بنفسه. وقال الأخفش : بجانبه؛ كقوله تعالى {أعرض ونأى بجانبه} [
فصلت : 51] وقاله المؤرج. الجوهري : وركن الشيء جانبه الأقوى، وهو يأوي إلى ركن شديد أي عزة ومنعه. القشيري : والركن جانب البدن. وهذا عبارة عن المبالغة في الإعراض عن الشيء {وقال ساحر أو مجنون} {أو} بمعنى الواو، لأنهم قالوهما جميعا. قاله المؤرج والفراء، وأنشد بيت جرير : أثعلبة الفوارس أو رياحا ** عدلت بهم طهية والخشابا وقد توضع {أو} بمعنى الواو؛ كقوله تعالى {ولا تطع منهم آثما أو كفورا} [الإنسان : 24] والواو بمعنى أو، كقوله تعالى {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع}[
النساء : 3] وقد تقدم جميع هذا. {فأخذناه وجنوده} لكفرهم وتوليهم عن الإيمان. {فنبذناهم} أي طرحناهم {في اليم وهو مليم} يعني فرعون، لأنه أتى ما يلام عليه.
فأخذنا فرعون وجنوده، فطرحناهم في البحر، وهو آتٍ ما يلام عليه؛ بسبب كفره وجحوده وفجوره.
{ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ } أي: مذنب طاغ، عات على الله، فأخذه عزيز مقتدر.
( فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم ) أغرقناهم فيه ( وهو مليم ) أي : آت بما يلام عليه من دعوى الربوبية وتكذيب الرسول .
(فَأَخَذْناهُ) حرف عطف وماض وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة على ما قبلها.
(وَجُنُودَهُ) معطوف على الضمير فهو منصوب مثله.
(فَنَبَذْناهُمْ) حرف عطف وماض وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة على ما قبلها.
(فِي الْيَمِّ) متعلقان بالفعل.
(وَهُوَ) الواو حالية ومبتدأ (مُلِيمٌ) خبره والجملة حال
Traslation and Transliteration:
Faakhathnahu wajunoodahu fanabathnahum fee alyammi wahuwa muleemun
So We seized him and his hosts and flung them in the sea, for he was reprobate.
Derken onu ve ordusunu helak etmiş, onları denize atıvermiştik de o kendisini kınayıp durmadaydı.
Nous le saisîmes ainsi que ses troupes, puis les jetâmes dans les flots, pour son comportement blâmable.
Dann bestraften WIR ihn mit seinen Soldaten, dann warfen WIR sie in den Fluß, während er tadelnswert war.
![](/images/arrowtop.jpg) |
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة الذاريات (Az-Zariyat - The Winnowing Winds) |
ترتيبها |
51 |
عدد آياتها |
60 |
عدد كلماتها |
360 |
عدد حروفها |
1510 |
معنى اسمها |
(الذَّارِيَاتُ): الرِّيَاحُ تَذْرُوْ التُّرَابَ وَمَا كَانَ مِثْلَهُ حَتَّى يَتَطَايَرُ |
سبب تسميتها |
انْفِرَادُ السُّورَةِ بِذِكْرِ مُفْرَدَةِ (الذَّارِيَاتِ)، وَدِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا |
أسماؤها الأخرى |
لا يُعرَفُ للسُّورَةِ اسمٌ آخَرُ سِوَى سُورَةِ (الذَّارِيَاتِ) |
مقاصدها |
مُعَالَجَةُ إِنْكَارِ عَقِيدَةِ البَعْثِ وَالنُّشُورِ، وَضَرْبُ الأَمْثِلَةِ عَلَى عُقُوبَةِ الأُمَمِ المُكَذِّبَةِ |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَو فِي نُزُولِ بَعْضِ آياتِهَا |
فضلها |
مِنْ النَّظَائِرِ الَّتِي كَانَ يَقرَأُ بِهَا النَّبِيُّ ﷺ فِي الصَّلَوَات، فَفِي حَدِيثِ ابنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه الطَّويلِ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقْرَأُ النَّظائِرَ؛ السُّورتينِ في رَكعةٍ ، (وَالطُّورَ والذَّارِيَاتِ) فِي رَكعةٍ». (حَدِيثٌ صَحيحٌ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ أَوَّلِ سُورَةِ (الذَّارِيَاتِ) بِآخِرِهَا: الحَدِيثُ عَن الْوَعْدِ بِيَومِ البَعْثِ وَالنُّشُورِ، فَقَالَ فِي فَاتِحَتِهَا: ﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٞ ٥﴾، وَقَالَ فِي خَاتِمَتِهَا: ﴿فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن يَوۡمِهِمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ ٦٠﴾.
مُنَاسَبَةُ سُورَةِ (الذَّارِيَاتِ) لِمَا قَبلَهَا مِنْ سُورَةِ (ق): السُّوَرَتَانِ مَوْضُوْعُهُمَا وَاحِدٌ وَهُوَ إِنْكَارُ الكُفَّارِ لِيَومِ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ. |