المكتبة الأكبرية: القرآن الكريم: سورة الزخرف: [الآية 20]
![]() |
![]() |
![]() |
سورة الزخرف | ||
![]() |
![]() |
![]() |
تفسير الجلالين:
تفسير الشيخ محي الدين:
وَتَبارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (86) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (87)
(1) إشارة لأبي عبد اللّه المصنف : أتى بلفظ «وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ» فكان ظهوره بالهوية فيها ولم يقل «وهو الذي في الأرض إله» فناب عنه الخليفة فيها ، ولو أتى بالهوية ما عبد غير اللّه في الأرض كما لم يعبد في السماء إلا هو .
وهذه شهادة من اللّه في حق المشركين ، فهو تنبيه عجيب ، فما ذكروا قط إلا الألوهية ، وما ذكروا الأشخاص ، ولكن لم يقبل اللّه منهم العذر بل قال «فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ» .
------------
(87) الفتوحات ج 3 / 310 - ج 2 / 591تفسير ابن كثير:
( وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ) أي : لو أراد الله لحال بيننا وبين عبادة هذه الأصنام ، التي هي على صور الملائكة التي هي بنات الله ، فإنه عالم بذلك وهو يقررنا عليه ، فجمعوا بين أنواع كثيرة من الخطأ :
أحدها : جعلهم لله ولدا ، تعالى وتقدس وتنزه عن ذلك علوا كبيرا .
الثاني : دعواهم أنه اصطفى البنات على البنين ، فجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا .
الثالث : عبادتهم لهم مع ذلك كله ، بلا دليل ولا برهان ، ولا إذن من الله عز وجل ، بل بمجرد الآراء والأهواء ، والتقليد للأسلاف والكبراء والآباء ، والخبط في الجاهلية الجهلاء .
الرابع : احتجاجهم بتقريرهم على ذلك قدرا [ والحجة إنما تكون بالشرع ] ، وقد جهلوا في هذا الاحتجاج جهلا كبيرا ، فإنه تعالى قد أنكر ذلك عليهم أشد الإنكار ، فإنه منذ بعث الرسل وأنزل الكتب يأمر بعبادته وحده لا شريك له ، وينهى عن عبادة ما سواه ، قال [ تعالى ] ، ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ) [ النحل : 36 ] ، وقال تعالى : ( واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ) [ الزخرف : 45 ] .
وقال في هذه الآية - بعد أن ذكر حجتهم هذه - : ( ما لهم بذلك من علم ) أي : بصحة ما قالوه واحتجوا به ( إن هم إلا يخرصون ) أي : يكذبون ويتقولون .
وقال مجاهد في قوله : ( ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون ) أي ما يعلمون قدرة الله على ذلك .
تفسير الطبري :
التفسير الميسّر:
تفسير السعدي
وقوله تعالى: { وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ } فاحتجوا على عبادتهم الملائكة بالمشيئة، وهي حجة لم يزل المشركون يطرقونها، وهي حجة باطلة في نفسها، عقلا وشرعا. فكل عاقل لا يقبل الاحتجاج بالقدر، ولو سلكه في حالة من أحواله لم يثبت عليها قدمه.
وأما شرعا، فإن اللّه تعالى أبطل الاحتجاج به، ولم يذكره عن غير المشركين به المكذبين لرسله، فإن اللّه تعالى قد أقام الحجة على العباد، فلم يبق لأحد عليه حجة أصلا، ولهذا قال هنا: { مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ } أي: يتخرصون تخرصا لا دليل عليه، ويتخبطون خبط عشواء.
تفسير البغوي
( وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ) يعني الملائكة . قاله قتادة ومقاتل والكلبي ، قال مجاهد : يعني الأوثان ، وإنما لم يعجل عقوبتنا على عبادتنا إياها لرضاه منا بعبادتها . قال الله تعالى : ( ما لهم بذلك من علم ) فيما يقولون ( إن هم إلا يخرصون ) ما هم إلا كاذبون في قولهم : إن الله تعالى رضي منا بعبادتها ، وقيل : إن هم إلا يخرصون في قولهم : إن الملائكة إناث وإنهم بنات الله .
الإعراب:
(وَ قالُوا) الواو حرف استئناف وماض وفاعله والجملة مستأنفة (لَوْ) حرف شرط غير جازم (شاءَ) ماض (الرَّحْمنُ) فاعله والجملة ابتدائية (ما) نافية (عَبَدْناهُمْ) ماض وفاعله ومفعوله والجملة جواب شرط غير جازم (ما) نافية (لَهُمْ) خبر مقدم (بِذلِكَ) متعلقان بعلم (مِنْ) حرف جر زائد (عِلْمٍ) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها (إِنْ) نافية (هُمْ) مبتدأ (إِلَّا) حرف حصر (يَخْرُصُونَ) مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة خبر المبتدأ والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها