المكتبة الأكبرية: القرآن الكريم: سورة الحجر: [الآية 47]
![]() |
![]() |
![]() |
سورة الحجر | ||
![]() |
![]() |
![]() |
تفسير الجلالين:
تفسير الشيخ محي الدين:
وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)
[ «حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ» ]
ولما كان القسم بالرب ، جعل الحكم بالتسبيح لهذا الاسم والعبادة له ، حتى لا يكون لاسم آخر سلطان عليه في هذه النازلة على هذا المقام ، فقال له تعالى : (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) وقال : «وَاعْبُدْ رَبَّكَ» المنعوت في الشرع «حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ»
- الوجه الأول -فتعرف باليقين من سجد منك ، ولمن سجدت ، فتعلم أنك آلة مسخرة بيد حق قادر ، اصطفاك وطهرك وحلاك بصفاته
- الوجه الثاني -اعلم أن الأسماء الإلهية نسب ، فمن عرف النسب فقد عرف اللّه ، ومن جهل النسب فقد جهل اللّه ، ومن عرف أن النسب تطلبها الممكنات فقد عرف العالم ، ومن عرف ارتفاع النسب فقد عرف ذات الحق من طريق السلب ، فلا يقبل النسب ولا تقبله ، وإذا لم يقبل النسب لم يقبل العالم ، فقوله تعالى : «وَاعْبُدْ رَبَّكَ» نسبة خاصة من الاسم الرب المضاف «حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ» فتعلم من عبده ومن العابد والمعبود
–الوجه الثالث - «وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ» فينكشف الغطاء ويحتد البصر ، فترى ما رأى
الرسول صلّى اللّه عليه وسلم وتسمع ما سمع ، فتلحق به في درجته من غير نبوة تشريع ، بل وراثة محققة لنفس مصدقة متبعة - لذلك قرأ بعضهم من باب الإشارة «وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ»
- الوجه الرابع - «حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ» يعني الموت ، لأنه أمر متيقن لا اختلاف في وقوعه في كل حيوان
- الوجه الخامس - «اليقين»
[ «اليقين» ]
حكم اليقين سكون النفس بالمتيقن ، أو حركتها إلى المتيقن وهو ما يكون الإنسان فيه على بصيرة ، أي شيء كان ، فإذا كان حكم المبتغى حكم الحاصل فذلك اليقين ، سواء حصل المتيقن أو لم يحصل في الوقت ، وهو قول القائل لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا ، مع أن المتيقن ما حصل في الوجود العيني ، فقال اللّه لنبيه ولكل عبد يكون بمثابته «وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ» ولما كان شرف اليقين بشرف المتيقن ، لهذا جاء بالألف واللام في قوله «حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ» يريد متيقنا خاصا ، ما هو يقين يقع المدح به ، بل هو يقين معيّن ، واليقين هو الذي يأتي طالبا المحل الذي ينزل فيه ، فإذا تيقنت علمت بمن آمنت - الوجه السادس - إذا أضاف الحق نفسه إلى شيء من خلقه ، فانظر إلى عبادة ما أضاف نفسه إليه فقم بها أنت ، فإنك النسخة الجامعة ، وما عرفك الحق بهذه الإضافة الخاصة إلا لهذا ، مثال الإله المضاف : وإلهكم ، ربنا الذي أعطى ، رب المشرق والمغرب ، رب السماوات ، ورب آبائكم ، رب المشرقين ورب المغربين فعطف ، وما أظهر الإضافة كما فعل في غير ذلك ، ما فعله سدى ، فاعبد ربك على ما قلته لك في كل إضافة حتى يأتيك اليقين ، وإذا أتاك اليقين انجلى لك الأمر وعرفت شرف الإضافة ، فإنه ما عبد أحد الإله المطلق عن الإضافة فإنه الإله المجهول .
بحث في اليقين -اليقين مقام شريف بين العلم والطمأنينة ، وربما اشتق اليقين من يقن الماء إذا استقر ، فاليقين استقرار الإيمان في القلب ، واعلم أن اليقين لما اعتنى به اللّه دون غيره من المقامات ، أكمل نشأته فسوى ذاته أولا حين أرسله مطلقا ، مثل قوله تعالى : «حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ» ثم جعل له عينا وعلما وحقا وأخفى حقيقته ، فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول : [ لكل شيء حقيقة ] وقد ثبت حق اليقين ، فلا بد لهذا الحق من حقيقة ، وهو حقيقة اليقين ، فصار اليقين على هذا نشأة قائمة على أربعة أركان : علم وعين وحق وحقيقة ، فالحقيقة سنّية ، والثلاثة الأركان الباقية كتابية ، فاليقين اسم يكون منه فعل فيظهر في حضرة الأفعال على مراتبها ، ولا يتمكن أن يوصف بوجه ، بخلاف العلم ، فلا يوصف بالقدم
ويوصف بالعلم والعين والحق وغير ذلك ، ولما كان فلك اليقين واسعا ، كان في حركته بطء لاتساع فلكه ولعلوه وارتفاعه ، فلا يظهر له في عالم التركيب ذلك الأثر الظاهر إلا عند القليل من المتروحنين من البشر ، وذلك لعلو هممهم ، فإنها جازت عليه من فلكه وقربت منه فحصل آثاره فيها ، ولذلك قال تعالى : (لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) *فجعلهم قوما ، فإن الشكوك هي الغالبة والقطع على جهالة لا على يقين ، فسمي القطع يقينا ، واليقين من جهة الحقيقة غير حاصل عند أكثر الناس ، وإن القطع عندهم حاصل عندهم ويسمونه يقينا ، وليس كذلك ، فلو كانت دائرة فلك اليقين قريبة منا سريعة الدور ضيقة الفلك لكانت سريعة الأثر ، وكان الخلق أكثرهم على اليقين ، فكانوا على سبيل الحق ، لكن الأمر كما ترى بالعكس ، وانظر في إشارة الشارع بقوله تعالى لنبيه صلّى اللّه عليه وسلم (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) وقلّل الصالحين فقال : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ) فأين أنت من أصحاب اليقين الذين هم أقل من عمّال الصالحات ، بل نبّه عليهم (بِقَوْمٍ) *فهم أقل من القليل ، واليقين فوق الإيمان بلا شك ، فأين الطمأنينة أبعد وأبعد ، وأخبر صلّى اللّه عليه وسلم أنه يتعلم اليقين ، وقيل له «وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ» وسر ذلك أنه قيل له (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) والعلم لا بد بأن يستند إلى اليقين ، لأن اليقين روح العلم والطمأنينة حياته ، فلا يزال يطلب الزيادة من العلم ، فلا يزال يتعلم اليقين لارتباطه به ، وهكذا في كل دقيقة من دقائق التفاصيل ، ولما كان العلم بهذه المثابة انبغى لكل عاقل أن لا يسأل سواه في كل شيء ، ولما كان لليقين نشأة كاملة كانت له عين مميزة ، فقيل عين اليقين ، لئلا يتخيل السامع أنا نريد عين الشمس وغير ذلك ، ونقول علم اليقين في العلم ، لئلا يتخيل علم النحو أو علم الأدب ، وكذلك حقّ اليقين ، لئلا يتخيل حق قدره وحق تقاته إذا قلنا حق ولا نضيفه إلى اليقين ، كذلك نقول حقيقة اليقين ، لئلا يتخيل أنا نريد حقيقة الإيمان وحقيقة الوجود ، فجاءت الإضافة قطعا ، لأن اليقين هو مجموع هذه الأشياء فجازت ، واليقين ما بأيدي الناس منه إلا مجرد ذاته الجسمانية ، أي حروفه اللفظية والرقمية ، ولذلك ما تجد أحدا إلا وهو يشك في المقدور ، إما بعقده وإما بحاله ضرورة ، وأدناها مرتبة هذه الكسيرة التي وقع القسم من اللّه عليها بضمانها ، ولا بد أن يعطيها ولم يشترط فيها إيمانا ولا كفرا ، ومع هذا كله لم يثلج صدره ولا حصل في النفس من اليقين
467
علم ولا عين ولا حق ولا حقيقة ، فأين أنت يا مسكين ؟ فمن كشف اللّه له عن بصيرته وانحل قفله من أهل الكمال قليلون جدا ، فانظر ما أعلى درجة اليقين ، فإن عين اليقين بها ينظر إلى الهمم عند تسابقها إليه وتجاريها على براقات الأعمال الصالحات ، فيشهدها خارجة من النفوس المسجونة في الهياكل الظلمانية ، واختراقها عالم الوهم والمثال الذي هو البحر الخضم الذي تهلك فيه أكثر الهمم ، وتعاين هذا اليقين بالعين المضافة ، فالصاحب يقول :
إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم كان يكلم دحية ، وإنما كان جبريل عليه السلام ، فإذا قال : إنه دحية فلا علم عنده ولا يقين ، لكنه عنده القطع الذي يسميه يقينا ، واليقين إذا نظر بعينه إلى مثل ما ذكرناه ورأى رجوع الهمم يتعجب مما خلق اللّه عليه العقول من القصور ، فما أشأم من وثق بعقله ، أو قال إنه يعرف ربه بعقله ، وإذا وصلت الهمم بالمسابقة إلى اليقين وهو ينظر إليها بعينه ، أنزلها في حضرته وحصل من صور الهمم التي يمتاز بعضها من بعض صورة معقولة ، لا يمكن للبصر أن يدركها ، لأنها غيب ، فيسلط علمه عليها ، وهذا هو علم اليقين المضاف إليه ، فعينك إذا لم تغلط من عين اليقين ، وإذا غلطت من عين القطع ، وعلمك إذا لم يغلط من علم اليقين وإذا غلط فمن علم القطع ، وهو قوله تعالى : [ كنت سمعه وبصره ] فلا يرى إلا اليقين ولا يعلم إلا اليقين ، وأما حق اليقين فهو أن ينظر عندما تميزت له صفات الفصل بين الهمم في الأمر الذي انبعثت عنه وحكم مزاج صاحب تلك الهمة وأين محله من عالمه وعلى ما ذا قامت بنيته حين يبدو له ما يعطي امتزاج أخلاطه من القوة ، فيكون الإمداد بحسب ذلك ، وأما حقيقة اليقين فهو أن ينظر في المقام المعلوم الذي منه نزل إلى أسفل سافلين ، فإنه إلى ذلك ينتهي بعد التكليف والالتحاق بالروحانيات العلى ، فإن اللّه تعالى أوجد كل لطيفة إنسانية في مقامها الذي تؤول إليه كالملائكة سواء ، ثم نزلت إلى تدبير الأبدان فهكذا الإنسان لا يزال يترقى إلى آخر نفسه الذي يموت عليه ، وهو مقامه الذي نزل منه ، ولذلك قال (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) *ولا يرجع إلى شيء إلا من خرج منه ، فبذلك المقام تتعلق حقيقة اليقين .
(16) سورة النّحل مكيّة
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
------------
(99) كتاب القسم الإلهي - الفتوحات ج 3 / 311 - ج 2 / 34 ، 74 - ج 3 / 311 - كتاب الإعلام - الفتوحات ج 2 / 295 ، 204 - ج 4 / 365 - رسالة اليقينتفسير ابن كثير:
وقوله : ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ) روى القاسم ، عن أبي أمامة قال : يدخل أهل الجنة الجنة على ما في صدورهم في الدنيا من الشحناء والضغائن ، حتى إذا توافوا وتقابلوا نزع الله ما في صدورهم في الدنيا من غل ، ثم قرأ : ( ونزعنا ما في صدورهم من غل )
هكذا في هذه الرواية ، والقاسم بن عبد الرحمن - في روايته عن أبي أمامة - ضعيف .
وقد روى سنيد في تفسيره : حدثنا ابن فضالة ، عن لقمان ، عن أبي أمامة قال : لا يدخل مؤمن الجنة حتى ينزع الله ما في صدرهم من غل ، حتى ينزع منه مثل السبع الضاري
وهذا موافق لما في الصحيح من رواية قتادة ، حدثنا أبو المتوكل الناجي : أن أبا سعيد الخدري حدثهم : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " يخلص المؤمنون من النار ، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار ، فيقتص لبعضهم من بعضهم مظالم كانت بينهم في الدنيا ، حتى إذا هذبوا ونقوا ، أذن لهم في دخول الجنة "
وقال ابن جرير : حدثنا الحسن ، حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا هشام ، عن محمد - هو ابن سيرين - قال : استأذن الأشتر على علي - رضي الله عنه - وعنده ابن لطلحة ، فحبسه ثم أذن له . فلما دخل قال : إني لأراك إنما احتبستني لهذا ؟ قال : أجل . قال : إني لأراه لو كان عندك ابن لعثمان لحبستني ؟ قال : أجل إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان ممن قال الله تعالى : ( ونزعنا ما في صدورهم من غل [ إخوانا ] على سرر متقابلين )
وحدثنا الحسن : حدثنا أبو معاوية الضرير ، حدثنا أبو مالك الأشجعي ، عن أبي حبيبة - مولى لطلحة - قال : دخل عمران بن طلحة على علي - رضي الله عنه - بعدما فرغ من أصحاب الجمل ، فرحب به وقال : إني لأرجو أن يجعلني الله وأباك من الذين قال الله : ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ) - قال : ورجلان جالسان على ناحية البساط ، فقالا : الله أعدل من ذلك ، تقتلهم بالأمس ، وتكونون إخوانا ؟ ! فقال علي - رضي الله عنه - : قوما أبعد أرض وأسحقها ، فمن هو إذا إن لم أكن أنا وطلحة ، وذكر أبو معاوية الحديث بطوله
وروى وكيع ، عن أبان بن عبد الله البجلي ، عن نعيم بن أبي هند ، عن ربعي بن حراش ، عن علي نحوه . وقال فيه : فقام رجل من همدان فقال : الله أعدل من ذاك يا أمير المؤمنين ، قال : فصاح به علي صيحة ، فظننت أن القصر تدهده لها ، ثم قال : إذا لم نكن نحن فمن هو ؟
وقال سعيد بن مسروق ، عن أبي طلحة - وذكره - فيه : فقال الحارث الأعور ذلك ، فقام إليه علي - رضي الله عنه - فضربه بشيء كان في يده في رأسه ، وقال : فمن هم يا أعور إذا لم نكن نحن ؟
وقال سفيان الثوري : عن منصور ، عن إبراهيم قال : جاء ابن جرموز قاتل الزبير يستأذن على علي - رضي الله عنه - فحجبه طويلا ثم أذن له ، فقال له : أما أهل البلاء فتجفوهم ، فقال علي : بفيك التراب ، إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير ممن قال الله : ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين )
وكذا روى الثوري ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بنحوه .
وقال سفيان بن عيينة ، عن إسرائيل ، عن أبي موسى ، سمع الحسن البصري يقول : قال علي : فينا والله - أهل بدر - نزلت هذه الآية : ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين )
وقال كثير النواء : دخلت على أبي جعفر محمد بن علي فقلت : وليي وليكم ، وسلمي سلمكم ، وعدوي عدوكم ، وحربي حربكم ، إني أسألك بالله : أتبرأ من أبي بكر وعمر ؟ فقال : ( قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين ) [ الأنعام : 56 ] تولهما يا كثير ، فما أدركك فهو في رقبتي هذه ، ثم تلا هذه الآية : ( إخوانا على سرر متقابلين ) قال : أبو بكر ، وعمر ، وعلي رضي الله عنهم أجمعين .
وقال الثوري ، عن رجل ، عن أبي صالح في قوله : ( إخوانا على سرر متقابلين ) قال : هم عشرة : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وطلحة ، والزبير ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، وسعيد بن زيد ، وعبد الله بن مسعود ، رضي الله عنهم أجمعين .
وقوله : ( متقابلين ) قال مجاهد : لا ينظر بعضهم في قفا بعض .
وفيه حديث مرفوع ، قال ابن أبي حاتم : حدثنا يحيى بن عبدك القزويني ، حدثنا حسان بن حسان ، حدثنا إبراهيم بن بشر حدثنا يحيى بن معين ، عن إبراهيم القرشي ، عن سعيد بن شرحبيل ، عن زيد بن أبي أوفى قال : خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتلا هذه الآية : ( إخوانا على سرر متقابلين ) في الله ، ينظر بعضهم إلى بعض
تفسير الطبري :
التفسير الميسّر:
تفسير السعدي
{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ } فتبقى قلوبهم سالمة من كل دغل وحسد متصافية متحابة { إخوانا على سرر متقابلين }
دل ذلك على تزاورهم واجتماعهم وحسن أدبهم فيما بينهم في كون كل منهم مقابلا للآخر لا مستدبرا له متكئين على تلك السرر المزينة بالفرش واللؤلؤ وأنواع الجواهر.
تفسير البغوي
{ونزعنا} ، أخرجنا ، ما في صدورهم من غل ، هو الشحناء ، والعداوة ، والحقد ، والحسد ، {إخوانا} ، نصب على الحال ، {على سرر} جمع سرير ، {متقابلين} ، يقابل بعضهم بعضا ، لا ينظر أحد منهم إلى قفا صاحبه .
وفي بعض الأخبار : إن المؤمن في الجنة إذا ود أن يلقى أخاه المؤمن سار سرير كل واحد منهما إلى صاحبه فيلتقيان ويتحدثان .
الإعراب:
(وَنَزَعْنا) الواو استئنافية وماض وفاعله والجملة استئنافية (ما) موصولية مفعول به (فِي صُدُورِهِمْ) متعلقان بصلة محذوفة (مِنْ غِلٍّ) متعلقان بحال محذوفة (إِخْواناً) حال (عَلى سُرُرٍ) متعلقان بمتقابلين (مُتَقابِلِينَ) حال منصوبة بالياء لأنه جمع مذكر سالم.