Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

البحث في كتاب الفتوحات المكية

عرض الصفحة 286 - من الجزء 2 - «الباب التاسع والستون ومائة في معرفة مقام ترك الأدب وأسراره»

  االصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 286 - من الجزء 2 - «الباب التاسع والستون ومائة في معرفة مقام ترك الأدب وأسراره»


«الباب التاسع والستون ومائة في معرفة مقام ترك الأدب وأسراره»

أضف الأمور إلى الإله جميعها *** وإذا فعلت فلا يقال أديب‏

نسب الخليل إليه علة نفسه *** وشفاءها لله وهو مصيب‏

وكذاك أستاذ المكلم عند ما *** خرق السفينة والجدار عجيب‏

فالعبد إن نظر الأمور بنفسه *** تبصره يخطئ تارة ويصيب‏

فانظر بربك في الأمور فإنه *** فيها فتحضر تارة وتغيب‏

قال تعالى آمرا قُلْ كُلٌّ من عِنْدِ الله فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً في معرض الذم لهم أي هو الذي حسن الحسن وقبح القبيح وقال تعالى مخبرا كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وهَؤُلاءِ من عَطاءِ رَبِّكَ وذكر المذموم والمحمود وقال تعالى فَأَلْهَمَها فُجُورَها وتَقْواها ذلك الأول في الباطن فإنه في الإرادة وهذا في الظاهر إذ لا يعتبر إلا بعد الوقوع فالتارك للأدب أديب من حيث لا يعلم فإنه مع الكشف وبحكمه لا مع الذي هم المحجوبون فيه فهو يعاين علم الله في جريان المقادير قبل وقوعها فيبادر إليها فينطلق عليه بلسان الموطن أنه غير أديب مع الحق فإنه مخالف بل هذا هو غاية الأدب مع الحق ولكن أكثر الناس لا يشعرون ومنهم من يقام في الإدلال كعبد القادر الجيلي ببغداد سيد وقته ومنهم من يكون وقته في ذلك كنت سمعه وبصره والأدب يستدعي الغير وثم مقام يفني الأغيار فيزول الأدب لأنه ما ثم مع من وأما بلسان عامة الطريق وخواص أكثرهم فإن مقام ترك الأدب مع الحقيقة هو الواقع المشروع في العموم والخصوص وهو مقام جليل لا يقف معه إلا الذكران من أهل الله وفحول أصحاب المقامات لا أصحاب الأحوال والقرآن كله نزل في هذا المقام إلا آيات مفردات قد ذكرناها في أول الباب وما يحار في هذا المقام إلا رجلان مكاشف به ومشاهد له فالحقيقة تطلبه والحق الموضوع يطلبه والأدب مع أحدهما ترك الأدب مع الآخر وحصلت أنت في مقام الترجيح وليس لك ذلك فمن الرجال من يترك أدب الحق الموضوع من اعتقاده وباطنه ويترك أدب الحقيقة من ظاهره ويكون أديبا مع الحق في ظاهره غير أديب مع الحقيقة في ظاهره ويكون أديبا مع الحقيقة في باطنه غير أديب مع الحق في باطنه لما رأوا أن النجاة في ذلك والسعادة وإن عكس الأمر شقاء فهو يطرد ولا ينعكس وثم طائفة تقول إن الأدب مع الحق الذي هو الشرع أدب مع الحقيقة فمن تركه هنا تركه هنا ولا يعرفون من وجه وذلك لأن الحق المشروع بين الأمر الذي لأجله حكم بالمنع فقال ومن غيرته حرم الفواحش لا أنه جعلها فواحش بالتحريم وهذا المذهب أدخل في باب الحكمة ومذهب المخالف أدخل في أحدية العين ولهذا المقام رجال ولمخالفه رجال وبالجملة فهو موضع حيرة لا يخلص لهؤلاء من جميع الوجوه ولا لهؤلاء من جميع الوجوه فإن الإخبارات الإلهية أكثرها تعارض الأدلة العقلية في هذا الباب وأية حيرة أعظم من هذه الحيرة وهذا هو المتشابه الذي ينبغي أن يقول فيه من لم يطلعه الله على العلم به آمنا به كُلٌّ من عِنْدِ رَبِّنا ولكن ما يتذكر ذلك إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ وهم الآخذون بلب العقل لا بقشره والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب السبعون ومائة في معرفة مقام الصحبة وأسراره»

صحبة الله بالأدب *** صحبة الله في السبب‏

صحبة الكون كله *** بالذي فيه من نسب‏

فإذا ما علمت ذا *** أجل إن شئت في الطلب‏

لم يزل كل من يرى *** صحبة الحق في تعب‏

ذل من يصحب الإله *** على صحة النسب‏

اعلم أن الصحبة نعت إلهي‏

للخبر الوارد أنت الصاحب في السفر يقول النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في سفره لله والخليفة في الأهل‏

كما جعل الله الرسول خليفة في العالم جعله العالم إذا فارقوا أهلهم خليفة في أهلهم وهو قوله فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا



- الفتوحات المكية - الصفحة 286 - من الجزء 2


 
  االصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 
عرض الأبواب الفصل الأول فى المعارف الفصل الثانى فى المعاملات الفصل الرابع فى المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس فى المنازلات الفصل الثالث فى الأحوال الفصل السادس فى المقامات (هجيرات الأقطاب)
الباب الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع


Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!