الفتوحات المكية

المواقف في بعض إشارات القرآن إلى الأسرار والمعارف

للأمير عبد القادر الحسني الجزائري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


326. الموقف السادس والعشرون بعد الثلاثمائة

روى البخاري في الصحيح أنه (صلى الله عليه وسلم) : ((ما خير بين شيئين إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه))، ورواه الترمذي: مالم يكن مأثماً، بدون: فإن كان إثماً الخ.

أشكل هذا الحديث على بعض العلماء، وقال: كيف يخبر الله تعالى رسوله (صلى الله عليه وسلم) بين الإثم وغيره. فقلت له: التخيير لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) أعم من أن يكون من الله تعالى ومن المنافقين والكفار؛ فإن الله تعالى قد يخبر نبيه (صلى الله عليه وسلم) بين حكمين في حقه، أو في حق أمته، فإن كان التخيير من الله تعالى فيكون الكلام قد تمَّ عند قوله أيسرهما. فإنه تعالى لا يخبر رسوله بين ما يكون إثماً وغير إثم فإنه تعالى لا يأمر بالفحشاء، وللعصمة الثابتة له (صلى الله عليه وسلم) ويكون بمثابة الاستثناء المنقطع، لكن إن كان التخيير له (صلى الله عليه وسلم) من غير الله تعالى فيختار الأيسر، مالم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!