Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

المواقف في بعض إشارات القرآن إلى الأسرار والمعارف

للأمير عبد القادر الحسني الجزائري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


196. الموقف السادس والتسعون بعد المائة

قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾[البقرة: 2/ 20]. [البقرة: 2/ 109 ]. [البقرة: 2/ 148 ]، [آل عمران: 3/165 ]، [النحل: 16/77 ]. [النور: 24/45 ]. [العنكبوت: 29/20 ]، [فاطر: 35/1].

شيء بمعنى مشيوء، مراد فعله بمعنى مفعول، فهو تعالى يقدر على كلّ م يريد فعله كما قال تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ﴾[هود: 11/ 107]، [ البروج: 82/ 16].

إ﴿ِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾ [الحج: 22/ 14].

ولا يريد إلاَّ ما يعلم قبوله وانفعاله، ويعلم المعلوم على ما هو عليه في حقيقته، من القبول وعدمه، والمحال غير قابل للانفعال. وعليه فقول القائل: هل يقدر الله تعالى على المحال؟ سؤال فاسد، وإن كان ولابدّ فليقل: هل يريد الحق فعل المحال، أو لا؟ فالعقلاء مجمعون على أن الحق تعالى حكيم، وإرادة فعل مال يقبل الفعل، فلا ينفعل عبث. تعالى الحق الحكيم عن ذلك، فإنّ تعلق القدرة بالمقدور متأخر بالذات عن تعلّق الإرادة به، كما أن تعلّق الإرادة بالمراد المشيوء متأخّر بالذات عن تعلق العلم به، كما أن تعلّق العلم به متأخر بالذات عنه، إذ العلم تابع للمعلوم، فهذه التعلّقات مترتبة ترتباً ذاتياً عقلياً لا زمانياً، لأن صفات الحق تعالى لا تدخل تحت الزمان. فلو أراد فعل مالا يدخل تحت قدرته كان جاهلاً عابثاً ظاهر العجز، تعالى العليم الحكيم القادر عن ذلك، ولو فعل ما لا يريد كان مجبوراً مقهوراً، تعالى الفاعل المختار عن ذلك.

لسان آخر:

قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾[البقرة: 2/ 20]. [البقرة: 2/ 109 ]. [البقرة: 2/ 148 ]، [آل عمران: 3/165 ]، [النحل: 16/77 ]. [النور: 24/45 ]. [العنكبوت: 29/20 ]، [فاطر: 35/1].

الشيء ما يصح أن يعلم ويخبر عنه فهو أعم العام وأنكر النكرات، كما هو عند أرباب اللسان. فلا يستحيل عليه تعالى فعل شيء من المستحيلات العقلية والعادية. قال القطب علي وفا (رضي الله عنه): "استقرأ أهل الاستقراء الكتابي فلم يجدو في الكتاب المحمّدي أنه قال" لو" مقرونة بالإرادة أو الإشاءة الربّانية أو البرهانية إلاَّ وجوابها واقع لا محالة، كقوله لو أراد الله أن يتّخذ ولداً لاصطفى ممّا يخلق ما يشاء، فهذه ولادة معنوية حكمية واقعة، وكقوله: ﴿لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ﴾[الأنبياء: 21/ 17].، أي على وجه حكيم، وهو واقع، كالضحك والبشبشة وكقوله: ﴿وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ﴾[الأنعام: 6/107]. ذلك واقع في الحقيقة: ﴿ وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ﴾[الأنعام: 6/ 112].

وهو كذلك في الحقيقة. وكقوله: ﴿وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ﴾[الزخرف: 43/ 60].وهو واقع لا محالة، عند عود الأمر إلى بدايته ا هـ.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!