الفتوحات المكية

المواقف في بعض إشارات القرآن إلى الأسرار والمعارف

للأمير عبد القادر الحسني الجزائري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


112. الموقف الثاني عشر بعد المائة

قال الحق تعالى لبعض عبيده: أتزعم محبتي؟ وإن كان فما هي إلاَّ نتيجة عن محبتي لك. فأنت أحببت موجوداً، وأنا أحببتك معدوماً.

ثم قال له: وتزعم أنك تطلب القرب مني، و الانحياش إلي؟ وأنا أشد طلباً لك منك، طلبتك لحضوري من غير واسطة يوم ﴿ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ﴾[الأعراف: 172].وكنت روحاً، ثم نسيت فطلبتك بإرسال الرسل بعد أن صرت جسماً. كلّ هذ محبة فيك لك، لا لي.

ثم قال له: أرأيت لو كنت في أشد مايكون من الجوع والعطش والتعب،  ودعوتك لي، فتعرضت لك الجنة، بحورها وقصوره وأنهارها وثمارها وغلمانها وولدانها، بعد أن أعلمتك أنك لا تجد عندي شيئاً من ذلك، ماذا كنت فاعلاً؟ فقال له: أعوذ بك منك.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!