الفتوحات المكية

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مع تعليقات الدكتور أبو العلا عفيفي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


قال الله فيها «أَ ومَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ» فكلُّ من أحيا «1» نفساً ميتة بحياة علمية «2» في مسألة خاصة متعلقة بالعلم بالله، فقد أحياه بها وكانت له نوراً يمشي به في الناس أي بين أشكاله في الصورة.

فلولاه ولولانا لما كان الذي كان

فإنا أعْبُدُ حقاً وإن الله مولان

وإنا عينه فاعلم‏ إذا ما قلت إنسانا «13»

فلا تُحْجَبْ بإنسان‏ فقد أعطاك برهان

فكن حقاً وكن خلقاً تكن بالله رحمان

وغذ خلقه منه‏ تكن رَوْحاً وريحانا «14»

فأعطيناه ما يبدو به فينا وأعطان

فصار الأمر مقسوما بإياه وإيان

فأحياه الذي يدري‏ بقلبي حين أحيان

فكنا فيه أكواناً وأعياناً وأزمان

وليس بدائم فينا ولكن ذاك أحيان

ومما يدل على ما ذكرناه في أمر النفخ الروحاني مع صورة البشر العنصري هو «3» أن الحق وصف نفسه بالنَّفَس الرحماني ولا بد لكل موصوف بصفة أن يتبع الصفةَ جميعُ ما تستلزمه تلك الصفة. وقد عرفت أن النَّفَسَ في المتنفس م


(1) ب: يحيي‏

(2) ب: علمه‏

(3) ا: فلأن‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في فصوص الحكم



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!