الفتوحات المكية

أسرار الفتوحات المكية

وهو الباب 559 الذي لخص فيه الشيخ الأكبر موسوعة الفتوحات المكية وأسرار أبوابها الخمسمائة والستين

الباب التاسع والخمسين وخمسمائة من الفتوحات (ج4: ص326-444)، وهو يمثل السفرين الرابع والثلاثين والخامس والثلاثين وفق مخطوطة قونية، وهو يتحدث عن أسرار أبواب الفتوحات، وهناك مخطوطات لهذا الكتاب بعنوان: منتخب من أسرار الفتوحات المكية، أو: ملخص أسرار الفتوحات. فهذا الباب، أو الكتاب، يمثّل خلاصة أبواب الكتاب كلّها، وقد خصّ الشيخ كل باب بعبارة مختصرة تلخصه وكان يشير في البداية إلى رقم الباب ثم توقّف عن ذلك، مما يستدعي دراسة وبحثاً دقيقاً يمكننا من ربط بقية الأبواب بما ورد في هذا الباب

من أسرار الباب (495): [ذكر الجنوب قريب من الغيوب‏]

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

[ذكر الجنوب قريب من الغيوب‏]

ومن ذلك ذكر الجنوب قريب من الغيوب‏

من يذكر الله قد يرجو مذكره *** من القيام يكون الذكر أو جنب‏

أو القعود فإن الله يذكره *** في كل حال بلا كد ولا نصب‏

هذي الحياة التي ترجى النعيم بها *** في حال جد يكون الذكر أو لغب‏

إن الذي يذكر الرحمن جاء بما *** يكون فيه جلاء الشك والريب‏

فالله يعصم قلبي من غوائله *** فإنها قد تؤدينا إلى العطب‏

قال الذاكرون ثلاثة ذاكر قائم وهو الذي له مشاهدة قيومية الحق فيراه قائما عَلى‏ كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ فلا يشهده‏

إلا هكذا في ذكره وذاكر قاعد وهو الذي يشهد من الحق استواءه على العرش وإنما قلنا ذلك لأن العالم مرآة الحق والحق مرآة الرجل الكامل وينعكس النظر في المرآة فيظهر في المرآة ما هو في المرآة الأخرى ولا يعرف ذلك إلا من رأى ذلك فيرى الحق في الخلق قيوميته بكونه قائما عليه بما كسب والحق مرآة للخلق وقد رأى الحق نفسه في خلقه فرأى الخلق في مرآة الحق صورة ما تجلى من الحق في مرآة الخلق فأدركوا الحق في الحق بوساطة مرآة الخلق فإن شهد الحق أي صفة شهد منه العبد تلك الصورة عينها على حد ما قلناه وإنما كان الجنوب يقرب الغيوب لأنها حالة النائم أو المريض وهو قريب من حضرة الخيال وهي محل الغيوب‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!