الفتوحات المكية

أسرار الفتوحات المكية

وهو الباب 559 الذي لخص فيه الشيخ الأكبر موسوعة الفتوحات المكية وأسرار أبوابها الخمسمائة والستين

الباب التاسع والخمسين وخمسمائة من الفتوحات (ج4: ص326-444)، وهو يمثل السفرين الرابع والثلاثين والخامس والثلاثين وفق مخطوطة قونية، وهو يتحدث عن أسرار أبواب الفتوحات، وهناك مخطوطات لهذا الكتاب بعنوان: منتخب من أسرار الفتوحات المكية، أو: ملخص أسرار الفتوحات. فهذا الباب، أو الكتاب، يمثّل خلاصة أبواب الكتاب كلّها، وقد خصّ الشيخ كل باب بعبارة مختصرة تلخصه وكان يشير في البداية إلى رقم الباب ثم توقّف عن ذلك، مما يستدعي دراسة وبحثاً دقيقاً يمكننا من ربط بقية الأبواب بما ورد في هذا الباب

من أسرار الباب (16): [سر الأوتاد والأبدال وتشبيههم بالجبال‏]

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

[سر الأوتاد والأبدال وتشبيههم بالجبال‏]

ومن ذلك سر الأوتاد والأبدال وتشبيههم بالجبال من الباب 17 أرواح الأبدال أعيان الأملاك من نيرات السبعة الأفلاك وقطعهم فلك البروج ما يتصفون به في المقامات من العروج وحلولهم بالمنازل ما يستقبلونه من النوازل ولذلك قسم عليهم الوجود بالنحوس والسعود فعزل وولاية وإملاق وكفاية والأوتاد مسكنة لكونها متمكنة فلها الرسوخ والشموخ ومع هذه العزة والمنع وقوة الردع والدفع فلا بد من صيرورتها عنها منفوشا وهبا منبثا مفروشا فتلحق بالأرض لاندكاكها وتؤثر فيها حركات أفلاكها من أعجب علوم الرجال ما لم يسم فاعله مثل رج الأرض وبس الجبال وهما دليلان على وقوع الواقعة التي لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ خافِضَةٌ رافِعَةٌ أول علم حصل للعالم بالله علم السماع بالإيقاع من الله فقال كُنْ لمعدوم لم يكن فظهر عين الأوزان في الميزان وليس سوى الإنسان فظهر بصورة الحق ونزل عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ في مَقْعَدِ صِدْقٍ وكانت الإمامة علامة والخلافة ضيافة فبعلم الأسماء حاز ملك الأرض والسماء وبجوامع الكلم أحاط علما بالحكم فهو الحكيم المحيط بما يستحقه المركب والبسيط فساح في الانفساح وصال بالاتصال فأخذ الوجد في الإيجاد وتحرك عن موطن ثبوته‏

لا عين الأشهاد وما ثم إشهاد إلا الأسماء التي تكونت أحكامها عنه وظهرت آثارها به منه فبالسماع كان الوجود وبالوجود كان الشهود

فلو لا الصيد ما نفر الغزال *** ولو لا الصد ما عذب الوصال‏

ولو لا الشرع ما ظهرت قيود *** ولو لا الفطر ما ارتقب الهلال‏

ولو لا الجوع ما ذبلت شفاه *** ولو لا الصوم ما كان الوصال‏

ولو لا الكون ما انفطرت سماء *** ولو لا العين ما دكت جبال‏

ولو لا ما أبان الرشد غيا *** لما عرفت هداية أو ضلال‏

ولا كان النعيم بكل شي‏ء *** ولا حكم الجلال ولا الجمال‏

أرى شخصا له بصر حديد *** له الأمر المطاع له النزال‏

وآخر ما له بصر ويرمي *** ولا قوس لديه ولا نبال‏

فسبحان العليم بكل أمر *** له العلم المحيط له الجلال‏

إذا نظرت إليه عنون قوم *** بلا جفن بدا لهم الكمال‏

فوقتا لا يرون سوى نفوس *** مبعدة وغايتها اتصال‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!