الفتوحات المكية

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب (167) - [فى معرفة كيمياء السعادة]

  الصفحة السابقة [الصفحة 10 من أصل 14 من الباب (167] الصفحة التالية  
 

الصفحة 279 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 10 - من الجزء

من شغله وأحكم صنعته فيما ذهب إليه جاء الملك فوقف على ما صوره صاحب الصور فرأى صورا بديعة يبهر العقول حسن نظمها وبديع نقشها ونظر إلى تلك الأصبغة في حسن تلك الصنعة فرأى أمرا هاله منظره ونظر إلى ما صنع الآخر من صقالة ذلك الوجه فلم ير شيئا فقال له أيها الملك صنعتي ألطف من صنعته وحكمتي أغمض من حكمته ارفع الستر بيني وبينه حتى ترى في الحالة الواحدة صنعتي وصنعته فرفع الستر فانتقش في ذلك الجسم الصقيل جميع ما صوره هذا الآخر بألطف صورة مما هو ذلك في نفسه فتعجب الملك ثم إن الملك رأى صورة نفسه وصورة الصاقل في ذلك الجسم فحار وتعجب وقال كيف يكون هكذا فقال أيها الملك ضربته لك مثلا لنفسك مع صور العالم إذا أنت صقلت مرآة نفسك بالرياضات والمجاهدات حتى تزكو وأزلت عنها صدأ الطبيعة وقابلت بمرآة ذاتك صور العالم انتقش فيها جميع ما في العالم كله وإلى هذا الحد ينتهي صاحب النظر وأتباع الرسل وهذه الحضرة الجامعة لهما ويزيد التابع على صاحب النظر بأمور لم تنتقش في العالم جملة واحدة من حيث ذلك الوجه الخاص الذي لله في كل ممكن محدث مما لا ينحصر ولا ينضبط ولا يتصور يمتاز به هذا التابع عن صاحب النظر ومن هذه السماء يكون الاستدراج الذي لا يعلم والمكر الخفي الذي لا يشعر به والكيد المتين والحجاب والثبات في الأمور والتأني فيها ومن هنا يعرف معنى قوله لَخَلْقُ السَّماواتِ والْأَرْضِ أَكْبَرُ من خَلْقِ النَّاسِ لأن لهما في الناس درجة الأبوة فلا يلحقهما أبدا قال تعالى أَنِ اشْكُرْ لِي ولِوالِدَيْكَ ومن هذه السماء يعلم أن كل ما سوى الإنس والجان سعيد لا دخول له في الشقاء الأخروي وإن الإنس والجان منهم شقي وسعيد فالشقي يجري إلى أجل في الأشقياء لأن الرحمة سبقت الغضب والسعيد إلى غير أجل ومن هنا يعرف تفضيل خلق الإنسان وتوجه اليدين على خلق آدم دون غيره من المخلوقات‏

[ما من جنس من مخلوقات إلا وله طريقة واحدة في الخلق‏]

ويعلم أنه ما ثم جنس من المخلوقات إلا وله طريقة واحدة في الخلق لم تتنوع عليه صنوف الخلق تنوعها على الإنسان فإنه تنوع عليه الخلق فخلق آدم يخالف خلق حواء وخلق حواء يخالف خلق عيسى وخلق عيسى يخالف خلق سائر بنى آدم وكلهم إنسان ومن هنا زين للإنسان سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً وعند تجلى هذا التزيين يشكر الله تعالى التابع على تخلصه من مثل هذا وأما صاحب النظر فلا يجد فرجا إلا في هذا التجلي يعطيه الحسن في السوء وهو من المكر الإلهي ومن هنا تثبت أعيان الصور في الجوهر التي تحت هذا الفلك إلى الأرض خاصة ومن هنا تعرف ملة إبراهيم أنها ملة سمحاء ما فيها من حرج فإذا علم هذه المعاني ووقف على أبوة الإسلام أراد صاحب النظر القرب منه فقال إبراهيم للتابع من هذا الأجنبي معك فقال هو أخي قال أخوك من الرضاعة أو أخوك من النسب قال أخي من الماء قال صدقت لهذا لا أعرفه لا تصاحب إلا من هو أخوك من الرضاعة كما أني أبوك من الرضاعة فإن الحضرة السعادية لا تقبل إلا إخوان الرضاعة وآباءها وأمهاتها فإنها النافعة عند الله أ لا ترى العلم يظهر في صورة اللبن في حضرة الخيال هذا لأجل الرضاع وانقطع ظهر صاحب النظر لما انقطع عنه نسب أبوه إبراهيم عليه السلام ثم أمره أن يدخل البيت المعمور فدخله دون صاحبه وصاحبه منكوس الرأس ثم خرج من الباب الذي دخل ولم يخرج من باب الملائكة وهو الباب الثاني لخاصية فيه وهو أنه من خرج منه لا يرجع إليه ثم ارتحل من عنده يطلب العروج ومسك صاحبه صاحب النظر هناك وقيل له قف حتى يرجع صاحبك فإنه لا قدم لك هنا هذا آخر الدخان فقال أسلم وأدخل تحت حكم ما دخل فيه صاحبي قيل له ليس هذا موضع قبول الإسلام إذا رجعت إلى موطنك الذي منه جئت أنت وصاحبك فهناك إذا أسلمت وآمنت واتبعت سبيل من أناب إلى الله إنابة الرسل المبلغين عن الله قبلت كما قبل صاحبك فبقي هنالك ومشى التابع فبلغ به سدرة المنتهى فرأى صور أعمال السعداء من النبيين وأتباع الرسل ورأى عمله في جملة أعمالهم فشكر الله على ما وفقه إليه من اتباع الرسول المعلم وعاين هنالك أربعة أنهار منها نهر كبير عظيم وجداول صغار تنبعث من ذلك النهر الكبير وذلك النهر الكبير تتفجر منه الأنهار الكبار الثلاثة فسأل التابع عن تلك الأنهار والجداول فقيل له هذا مثل مضروب أقيم لك هذا النهر الأعظم هو القرآن وهذه الثلاثة الأنهار الكتب الثلاثة التوراة والزبور والإنجيل وهذه الجداول الصحف المنزلة على الأنبياء فمن شرب من أي نهر كان أو أي جدول فهو لمن شرب منه وارث وكل حق فإنه كلام الله والعلماء ورثة الأنبياء بما شربوا من هذه‏


مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 4444 من مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 4445 من مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 4446 من مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 4447 من مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 4448 من مخطوطة قونية
  الصفحة السابقة [الصفحة 10 من أصل 14 من الباب (167] الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 
الوصول السريع إلى [الأبواب]: -
[0][1][2][3][4][5][6][7][8][9][10][11][12][13][14][15][16][17][18][19][20][21][22][23][24][25][26][27][28][29][30][31][32][33][34][35][36][37][38][39][40][41][42][43][44][45][46][47][48][49][50][51][52][53][54][55][56][57][58][59][60][61][62][63][64][65][66][67][68][69][70][71][72][73][74][75][76][77][78][79][80][81][82][83][84][85][86][87][88][89][90][91][92][93][94][95][96][97][98][99][100][101][102][103][104][105][106][107][108][109][110][111][112][113][114][115][116][117][118][119][120][121][122][123][124][125][126][127][128][129][130][131][132][133][134][135][136][137][138][139][140][141][142][143][144][145][146][147][148][149][150][151][152][153][154][155][156][157][158][159][160][161][162][163][164][165][166][167][168][169][170][171][172][173][174][175][176][177][178][179][180][181][182][183][184][185][186][187][188][189][190][191][192][193][194][195][196][197][198][199][200][201][202][203][204][205][206][207][208][209][210][211][212][213][214][215][216][217][218][219][220][221][222][223][224][225][226][227][228][229][230][231][232][233][234][235][236][237][238][239][240][241][242][243][244][245][246][247][248][249][250][251][252][253][254][255][256][257][258][259][260][261][262][263][264][265][266][267][268][269][270][271][272][273][274][275][276][277][278][279][280][281][282][283][284][285][286][287][288][289][290][291][292][293][294][295][296][297][298][299][300][301][302][303][304][305][306][307][308][309][310][311][312][313][314][315][316][317][318][319][320][321][322][323][324][325][326][327][328][329][330][331][332][333][334][335][336][337][338][339][340][341][342][343][344][345][346][347][348][349][350][351][352][353][354][355][356][357][358][359][360][361][362][363][364][365][366][367][368][369][370][371][372][373][374][375][376][377][378][379][380][381][382][383][384][385][386][387][388][389][390][391][392][393][394][395][396][397][398][399][400][401][402][403][404][405][406][407][408][409][410][411][412][413][414][415][416][417][418][419][420][421][422][423][424][425][426][427][428][429][430][431][432][433][434][435][436][437][438][439][440][441][442][443][444][445][446][447][448][449][450][451][452][453][454][455][456][457][458][459][460][461][462][463][464][465][466][467][468][469][470][471][472][473][474][475][476][477][478][479][480][481][482][483][484][485][486][487][488][489][490][491][492][493][494][495][496][497][498][499][500][501][502][503][504][505][506][507][508][509][510][511][512][513][514][515][516][517][518][519][520][521][522][523][524][525][526][527][528][529][530][531][532][533][534][535][536][537][538][539][540][541][542][543][544][545][546][547][548][549][550][551][552][553][554][555][556][557][558][559][560]

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!