Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

البحث في كتاب الفتوحات المكية

عرض الصفحة 693 - من الجزء 2 - الفتوحات المكية

  االصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 693 - من الجزء 2 - الفتوحات المكية


إذ كان لا يستحيل فرض المحال ومما يتضمن هذا المنزل علم العالم العلوي المختص بالفلك الأطلس خاصة ومن عمارة وما تسبيحهم وما يتعلق به عمن يأخذ ولمن يعطي ومن يتلقى منه والعطاء الذاتي وهو عطاء العلة والعطاء الإرادي وهو عطاء الاختيار ومعرفة الآخرة ومعرفة ما يحصل من التجلي في نفس العبد وتأثير الضعيف في القوي وما تؤدي إليه الأغراض والأهواء الربانية السارية في العالم التي يدعيها كل أحد من الحيوان الإنسان وغيره ومعرفة الصلاح الذي تسأله الأنبياء من الله والتصديق الإنساني خاصة ولمن يصدق وبما ذا يصدق وما ذا يرد وهل يلزمه التصديق بما يحيله دليل العقل وما منزلته عند الله وأين ينتهي بصاحبه وهل المؤمنون فيه على السواء أو يتفاضلون وهل يقبل الزيادة والنقص أو هل ينقص في وقت عند قيام شبهة على ما وقع به التصديق وهل إذا قام به النقص في مسألة من مسائل الايمان هل يسرى ذلك النقص في الايمان كله أو يؤثر في زواله بالكلية أو هو مقصور على ما وقعت عليه الشبهة ومعرفة سرعة الأخذ الإلهي ما سببها فإنه لما أطلعني الله تعالى على إنزال هذه الآية بالإنزال الذي يرد على أمثالنا ممن ليس بنبي فإن القرآن وكل كلام ينزل على التالين والمتكلمين في حال تلاوتهم وكلامهم ولو لا ذلك ما تلوا ولا تكلموا وهنا لطائف إلهية لمن نظر فقيل لي اقرأ قلت وما أقرأ فقيل لي اقرأ وكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى‏ وهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ فقرأت هذه الآية على ما كنت أحفظها فقيل لي لما وصلت إلى قوله تعالى إِنَّ أَخْذَهُ قيل لي قل بك فقلت ما هو في القرآن ولا نزل كذا فقيل لي لا تقل هكذا بل هكذا هو وكذا نزل قل بك وشدد علي فقرأت إن أخذه بك أليم شديد فطلبت معنى ذلك فأقيم لي شخص كنت أعرفه وكان قد افترى علي فقيل لي هذا مأخوذ بك أي بسببك فاقرأ إن أخذه بك أليم شديد وهو ممدود بين يدي فلما فرغ ذلك التنزيل استدعيت بالشخص وقلت له ما رأيت فتأفف علي وأظهر التوبة وخرج عني وهو على حاله من الفرية فلم يكمل الشهر حتى قتله الله بحجر شدخ رأسه وما أخذ القاتل من ثيابه ولا فرسه ولا ماله شيئا فشاع الخبر وانتهى إلى السلطان وقرروا عند السلطان إني كنت سبب قتله فما التفت السلطان فلما كان يعد ثلاث سنين جاء القاتل واعترف بين يدي السلطان بقتله فسأله ما سبب ذلك فقال ما له سبب ولا فعل معي قبيحا إلا أني مررت عليه وهو نائم في خربة ولجام فرسه في يده فزين لي قتله فعمدت إلى حجر كبير فاقتلعته ووازنت رأسه ورميت عليه الحجر فما تحرك ولا أخذت له شيئا وما طمعت في شي‏ء من ذلك ولا اكترثت فقتله السلطان به وبعث إلى الخبر بذلك وهذا من أعجب التنزلات وجود مثل هذه الزيادة فيعرف العارف من هذا المنزل من أين صدرت وما اسمها وما منزلتها من كلام الحق فإن الأخبار النبوية المروية عن الله لا تسمى قرآنا مع أنها من كلام الله ويتضمن هذا المنزل علم بدء الخلق وإعادته وكيفية إعادته فإن أهل الكشف اختلفوا في الكيفية فذهب ابن قسي إلى كيفية انفرد بها وذهب الآخرون إلى غير ذلك على اختلاف بينهم وكذلك اختلف فيه علماء النظر الفكري ويتضمن علم المحبة الإلهية وثبوتها وعلم الستور التي بين المحبوبين وبين ما يؤدي لو وقع من غيرهم إلى عقوبتهم كما قيل‏

وإذا الحبيب أتى بذنب واحد *** جاءت ملاحته بكل شفيع‏

وعلم العرش وعددها وصفاتها وعلم الإرادة المضافة إليه وما تأثيرها في حال العارفين وهل هي من نعوت الجلال أو من نعوت الجمال ويتضمن علم الاعتبار ويتضمن علم الوعيد من أي اسم هو ويتضمن علم النفس الكلية ولما ذا لا يلحقها التغيير وما شرف القرآن على غيره من الكتب والصحف والأخبار المروية عن الله مع أن ذلك كله كلام الله وينجر مع هذا العلم في نفس القرآن شرف آية الكرسي على سائر آي القرآن بالسيادة ويس بالقلبية وإذا زلزلت‏

بقيامها مقام نصف القرآن وسورة الكافرون مقام ربع القرآن وكذلك إذا جاء نصر الله وسورة الإخلاص مقام ثلث القرآن ويس مقام القرآن عشر مرار ولما ذا يرجع ذلك ومن هو الموصوف بهذا الفضل هل الدليل أو المدلول أو الناظر في الدليل ويكفي هذا القدر من هذا المنزل والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (انتهى الجزء الثاني من كتاب الفتوحات المكية بحمد الله وعونه وحسن توفيقه ويتلوه المجلد الثالث أوله الباب الموفي ثلاثمائة)



- الفتوحات المكية - الصفحة 693 - من الجزء 2


 
  االصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 
عرض الأبواب الفصل الأول فى المعارف الفصل الثانى فى المعاملات الفصل الرابع فى المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس فى المنازلات الفصل الثالث فى الأحوال الفصل السادس فى المقامات (هجيرات الأقطاب)
الباب الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع


Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!