Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

البحث في كتاب الفتوحات المكية

عرض الصفحة 106 - من الجزء 1 - (وصل) [الاسم الرحمن: من طريق الأسرار]

  االصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 106 - من الجزء 1 - (وصل) [الاسم الرحمن: من طريق الأسرار]


إن الكلام لفي الفؤاد وإنما *** جعل اللسان على الفؤاد دليلا

فلما كانت اللام من اللسان جعلها تنظر إليه لا إلى نفسها فأفناها عنها وهي الحنك الأسفل فلما نظرت إليه لا إلى ذاتها علت وارتفعت إلى الحنك الأعلى واشتد اللسان بها في الحنك اشتداد التمكن علوها وارتفاعها بمشاهدته وخرجت الواو من الشفتين إلى الوجود الظاهر مخبرة دالة عليه وذلك مقام باطن النبوة وهي الشعرة التي فينا من الرسول صلى الله عليه وسلم وفي ذلك يكون الورث فخرج من هذا الوصل أن الهمزة والألف والهاء من عالم الملكوت واللام من عالم الجبروت والواو من عالم الملك‏

(وصل) [الاسم الرحمن: من طريق الأسرار]

قوله الرَّحْمنِ من البسملة الكلام على هذا الاسم في هذا الباب من وجهين من وجه الذات ومن وجه الصفة فمن أعربه بدلا جعله ذاتا ومن أعربه نعتا جعله صفة والصفات ست ومن شرط هذه الصفات الحياة فظهرت السبعة وجميع هذه الصفات للذات وهي الألف الموجودة بين الميم والنون من الرحمن ويتركب الكلام على هذا الاسم من‏

الخبر الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله خلق آدم على صورته‏

من حيث إعادة الضمير على الله ويؤيد هذا النظر الرواية الأخرى وهي‏

قوله عليه السلام على صورة الرحمن‏

وهذه الرواية وإن لم تصح من طريق أهل النقل فهي صحيحة من طريق الكشف فأقول إن الألف واللام والراء للعلم والإرادة والقدرة والحاء والميم والنون مدلول الكلام والسمع والبصر وصفة الشرط التي هي الحياة مستصحبة لجميع هذه الصفات ثم الألف التي بين الميم والنون مدلول الموصوف وإنما حذفت خطا لدلالة الصفات عليها دلالة ضرورية من حيث قيام الصفة بالموصوف فتجلت للعالم الصفات ولذلك لم يعرفوا من الإله غيرها ولا يعرفونها ثم الذي يدل على وجود الألف ولا بد ما ذكرناه وزيادة وهي إشباع فتحة الميم وذلك إشارة إلهية إلى بسط الرحمة على العالم فلا يكون أبدا ما قبل الألف إلا مفتوحا فتدل الفتحة على الألف في مثل هذا الموطن وهو محل وجود الروح الذي له مقام البسط لمحل التجلي ولهذا ذكر أهل عالم التركيب في وضع الخطوط في حروف العلة الياء المكسور ما قبلها إذ قد توجد الياء الصحيحة ولا كسر قبلها وكذلك الواو المضموم ما قبلها ولما ذكروا الألف لم يقولوا المفتوح ما قبلها إذ لا توجد إلا والفتح في الحرف الذي قبلها بخلاف الواو والياء فالاعتدال للالف لازم أبدا فالجاهل إذا لم يعلم في الوجود منزها عن جميع النقائص إلا الله تعالى نسي الروح القدسي الأعلى فقال ما في الوجود إلا الله فلما سئل في التفصيل لم يوجد لديه تحصيل وإنما خصصوا الواو بالمضموم ما قبلها والياء بالمكسور ما قبلها لما ذكرناه فصحت المفارقة بين الألف وبين الواو والياء فالألف للذات والواو العلية للصفات والياء العلية للافعال الألف للروح والعقل صفته وهو الفتحة والواو النفس والقبض صفتها وهو الضمة والياء الجسم ووجود الفعل صفته وهو الخفض فإن انفتح ما قبل الواو والياء فذلك راجع إلى حال المخاطب ولما كانتا غيرا ولا بد اختلفت عليهما الصفات ولما كانت الألف لا تقبل الحركات اتحدت بمدلولها فلم يختلف عليها شي‏ء البتة وسميت حروف العلة لما نذكره فألف الذات علة لوجود الصفة وواو الصفة علة لوجود الفعل وياء الفعل علة لوجود ما يصدر عنه في عالم الشهادة من حركة وسكون فلهذا سميت عللا ثم أوجد النون من هذا الاسم نصف دائرة في الشكل والنصف الآخر محصور معقول في النقطة التي تدل على النون الغيبية الذي هو نصف الدائرة ويحسب الناس النقطة أنها دليل على النون المحسوسة ثم أوجد مقدم الحاء مما يلي الألف المحذوفة في الرقم إشارة إلى مشاهدتها ولذلك سكنت ولو كان مقدمها إلى الراء لتحركت فالألف الأولى للعلم واللام للإرادة والراء للقدرة وهي صفة الإيجاد فوجدنا الألف لها الحركة من كونها همزة والراء لها الحركة واللام ساكنة فاتحدت الإرادة بالقدرة كما اتحد العلم والإرادة بالقدرة إذا وصلت الرحمن بالله فأدغمت لام الإرادة في راء القدرة بعد ما قلبت راء وشدت لتحقيق الإيجاد الذي هو الحاء وجود الكلمة ساكنة وإنما سكنت لأنها لا تنقسم والحركة منقسمة فلما كانت الحاء ساكنة سكونا حسيا ورأيناها مجاورة الراء راء القدرة عرفنا أنها الكلمة وتثمينها

(تنبيه) [الرحمن بدلا ونعتا أو مقام الجمع والتفرقة]

أشار من أعربه بدلا من قوله الله إلى مقام الجمع واتحاد الصفات وهو مقام من روى خلق آدم على صورته وذلك وجود العبد في مقام الحق حد الخلافة والخلافة تستدعي الملك بالضرورة والملك ينقسم قسمين قسم راجع لذاته وقسم راجع لغيره والواحد من الأقسام يصلح في هذا المقام على حد ما رتبنا فإن البدل في الموضع يحل محل‏



- الفتوحات المكية - الصفحة 106 - من الجزء 1


 
  االصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 
عرض الأبواب الفصل الأول فى المعارف الفصل الثانى فى المعاملات الفصل الرابع فى المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس فى المنازلات الفصل الثالث فى الأحوال الفصل السادس فى المقامات (هجيرات الأقطاب)
الباب الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع


Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!