Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

البحث في كتاب الفتوحات المكية

عرض الصفحة 273 - من الجزء 2 - الفتوحات المكية

  االصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 273 - من الجزء 2 - الفتوحات المكية


طلب العلم بمن استخلفنا في تدبير هذا الهيكل فقال عندي بذلك علم صحيح جئت به ممن استخلفكم وجعلني رسولا إلى جنسي لأبين لهم طريق العلم الموصل إليه الذي فيه سعادتهم فقال الواحد إياه أطلب فعرفني بذلك الطريق حتى أسلك فيه وقال الآخر لا فرق بيني وبينك فأريد أن استنبط الطريق إلى معرفته من ذاتي ولا أقلدك في ذلك فإن كنت أنت حصل لك ما أنت عليه وما جئت به بالنظر الذي خطر لي فلما ذا أكون ناقص الهمة وأقلدك وإن كان حصل لك باختصاص منه كما خصنا بالوجود بعد أن لم نكن فدعوى بلا برهان فلم يلتفت إلى قوله وأخذ يفكر وينظر بعقله في ذلك فهذا بمنزلة من أخذ العلم بالأدلة العقلية من النظر الفكري ومثال الثاني مثال أتباع الرسول ومقلديه فيما أخبر به من العلم بصانعهم ومثال ذلك الشخص الذي اختلف في اتباعه هذان الشخصان مثال الرسول المعلم فشرع هذا العلم يبين الطريق الموصل إلى درجة الكمال والسعادة على ما اقتضاه نظر الشخص الواحد من الشخصين اللذين نظرا في شأن هذا المعلم وهو الذي لم يتبعه ولكن ما وقعت الموافقة معه إلا في بعض ما يقتضيه الأمر الطبيعي من مخالفة الطبع ولا كل مخالفة الطبع إلا بوزن خاص ومقدار معين وبهذا سمي كيمياء لدخول التقدير والوزن فلما رأى ذلك هذا الشخص فرح بذلك حيث استقل به دون تقليده ورأى أن له شفوفا على صاحبه الذي قلده فاغتربه وأما المقلد فبقي على ما كان عليه من تقليد المعلم وزاد غير المقلد وهو ذلك الشخص بما رأى من الموافقة زهدا في تقليد هذا الشخص وانفرادا بنظره من أجل هذه الموافقة فسلك الرجلان أو الشخصان إن كانا امرأتين أو أحدهما امرأة في الطريق الواحد بحكم النظر والآخر بحكم التقليد وأخذا في الرياضة وهو تهذيب الأخلاق والمجاهدة وهي المشاق البدنية من الجوع والعبادات العملية البدنية كالقيام الطويل في الصلاة والدءوب عليها والصيام والحج والجهاد والسياحة هذا بنظره وهذا بما شرع له أستاذه ومعلمه المسمى شارعا فلما فرغا من حكم أسر الطبيعة العنصرية وما بقي واحد منهما يأخذ من حكم الطبيعة العنصرية إلا الضروري الذي يحفظ به وجود هذا الجسم الذي بوجوده واعتداله وبقائه يحصل لهذه النفس الجزئية مطلوبها من العلم بالله الذي استخلفها خاصة فإذا خرجا عن حكم الشهوات الطبيعية العنصرية وفتح لهما باب السماء الدنيا تلقى المقلد آدم عليه السلام ففرح به وأنزله إلى جانبه وتلقى صاحب النظر المستقل روحانية القمر فأنزله عنده ثم إن صاحب النظر الذي هو نزيل القمر في خدمة آدم عليه السلام وهو كالوزير له مأمورا من الحق بالتسخير له ورأى جميع ما عنده من العلوم لا يتعدى ما تحته من الأكر ولا علم له بما فوقه وأنه مقصور الأثر على ما دونه ورأى آدم أن عنده علم ما دونه وعلم ما فوقه من الأمكنة وأنه يلقي إلى نزيله مما عنده مما ليس في وسع القمر أن يعرفه وعلم أنه ما أنزله عليه إلا عناية ذلك المعلم الذي هو الرسول فاغتم صاحب النظر وندم حيث لم يسلك على مدرجة ذلك الرسول واعتقد الايمان به وأنه إذا رجع من سفرته تلك أن يتبع ذلك الرسول ويستأنف من أجله سفرا آخر ثم إن هذا التابع نزيل آدم علمه أبوه من الأسماء الإلهية على قدر ما رأى أنه يحمله مزاجه فإن للنشأة الجسمية العنصرية أثرا في النفوس الجزئية فما كلها على مرتبة واحدة في القبول فتقبل هذه ما لا تقبل غيرها وفي أول سماء يقف من علم آدم على الوجه الإلهي الخاص الذي لكل موجود سوى الله الذي يحجبه عن الوقوف مع سببه وعلته وصاحب النظر لا علم له بذلك الوجه أصلا والعلم بذلك الوجه هو العلم بالإكسير في الكيمياء الطبيعية فهذا هو إكسير العارفين وما رأيت أحدا نبه عليه غيري ولو لا أني مأمور بالنصيحة لهذه الأمة بل لعباد الله ما ذكرته فعلم كل واحد منهما ما لهذا الفلك من الحكم الذي ولاة الله به في هذه الأركان الأربعة والمولدات وما أوحى الله في هذه السماء من الأمر المختص بها في قوله وأَوْحى‏ في كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وما علم صاحب النظر نزيل القمر من ذلك إلا ما يختص بالتأثيرات المدنية والاستحلالات في أعيان الأجسام المركبة من‏

الطبيعة العنصرية وحصل التابع ما فيها من العلم الإلهي الحاصل للنفوس الجزئية مما هو لهذا الفلك خاصة وما نسبة وجود الحق من ذلك وما له فيهم من الصور ومن أين صحت الخلافة لهذه النشأة الإنسانية ولا سيما وآدم المنصوص عليه صاحب هذه السماء فعلم التابع صورة الاستخلاف في العلم الإلهي وعلم صاحب النظر الاستخلاف العنصري في تدبير الأبد إن وعلل الزيادة والربو والنمو في الأجسام القابلة لذلك والنقص فكل ما حصل لصاحب النظر حصل للتابع وما كل ما حصل‏



- الفتوحات المكية - الصفحة 273 - من الجزء 2


 
  االصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 
عرض الأبواب الفصل الأول فى المعارف الفصل الثانى فى المعاملات الفصل الرابع فى المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس فى المنازلات الفصل الثالث فى الأحوال الفصل السادس فى المقامات (هجيرات الأقطاب)
الباب الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع


Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!