﴿وَ مٰا أَصٰابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ﴾ [النساء:79] هذا و إن كان الحق في هذا الخبر يحكى قولهم و لكن فيه تنبيه في التعليم و كما قال عليه السلام في دعائه و هو مما يؤيد ما ذهبنا إليه في التنبيه في هذه الآية «فقال و الخير كله بيديك» فأكد بكل و هي كلمة تقتضي الإحاطة في اللسان و «قال و الشر ليس إليك» و إن كان لم يؤكده و اكتفى بالألف و اللام و نفى أضافه الشر أدبا مع اللّٰه و حقيقة و هذه المسألة من أغمض المسائل الإلهية عند أهل اللّٰه خاصة و أما أهل النظر فقد اعتمدت كل طائفة منهم على ما اقتضاه دليلها في زعمها و هؤلاء الرجال الغالب عليهم فهم مقاصد الشرع فجروا معه على مقصده و ذلك من بركة الورع و الاحترام الذي احترموا به الجناب الإلهي حقيقة لا مجازا فتح اللّٰه لهم بأدبهم عين الفهم في كتبه و فيما جاءت به رسله مما لا تستقل العقول بإدراكه و ما تستقل لكن أخذوه عن اللّٰه لا عن نظرهم ففهموا من ذلك كله بهذه العناية ما لم يفهم من لم يتصف بهذه لصفة و لم يكن له هذا المقام
[الاستتار بالأسباب الموضوعة في العالم]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية