و ما أفرد الطاغوت لأن الأهواء مختلفة و أفرد نفسه لأنه واحد يخرجونهم من النور إلى الظلمات فنصر هؤلاء الأولياء لهم حيث لا يتركونهم يدخلون الجنة لما لهم فيها من الضرر لأنهم على مزاج يتضرر بالاعتدال كما تضر رياح الورد بالجعل فهم ينصرون أصحابهم و ليس إلا أهل النار الذين هم أهلها أخبر ﷺ فقال ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللّٰهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتٰابَ﴾ [الأعراف:196] لأن فيه ﴿اَللّٰهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [البقرة:257] و هو من المؤمنين ﴿وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصّٰالِحِينَ﴾ [الأعراف:196] و لهذا القطع كان الصلاح مطلوبا لكل نبي مكمل و شهد اللّٰه به لمن شاء من عباده على التعيين تشريفا له بذلك كعيسى يحيى عليه السّلام و أما قوله تعالى ﴿وَ كٰانَ حَقًّا عَلَيْنٰا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الروم:47] و ليس المؤمن إلا من لم يدخل إيمانه بأمر ما خلل يقدح في إيمانه و المؤمنون في كلام اللّٰه نوعان و هم الكافرون فنوع آمن بالله و كفر بالطاغوت و هو الباطل فهم أهل الجنة المعبر عنهم بالسعداء و النوع الآخر آمن بالباطل و كفر بالله و هو الحق فهم أهل النار المعبر عنهم بالأشقياء فقال عزَّ وجلَّ في حق السعداء ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّٰاغُوتِ وَ يُؤْمِنْ بِاللّٰهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقىٰ﴾ [البقرة:256] و هؤلاء هم الذين حق على اللّٰه نصرهم و الألف و اللام للعهد و التعريف و قال تعالى في حق الأشقياء ﴿وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْبٰاطِلِ وَ كَفَرُوا بِاللّٰهِ أُولٰئِكَ هُمُ الْخٰاسِرُونَ﴾ [ العنكبوت:52] ...
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية