فإن التذكر لا يكون إلا عن علم متقدم منسي فيذكره من يعلم ذلك فالله مع الخلق هو الصاحب المجهول لغيبتهم عن شهود هذه الصحبة فلا يطالبون بحق ما يختص به و الذي يشهده إيمانا أو عيانا يطالب بذلك فالعالم المحجوب للغيبة يخاف من المعاصي و العارف للشهود يخاف من الكفر و هو الستر يقول سدل الحجاب بعد الكشف نسأل اللّٰه عصمة واقية و هي الشهود الدائم فإنه مباح له جميع ما يتصرف فيه من هذا حاله فإنه إذا كان العبد المذنب في عقب ذنبه يعلم أن له ربا يغفر الذنب و يأخذ بالذنب علم إيمان و قد أبيح له و رفع الحجر عنه في تصرفه فما ظنك بصاحب الشهود الذي يرى من يفعل به و فيه و ما ينفعل و صدور الأعيان من حضرة من تصدر فافهم و تأمل ترشد ﴿وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾ [ طه:114] فإني ما ترجمت لك إلا عن شرع مستقر و دين كالصباح الأبلج ﴿لاٰ رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة:2] ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الخليفة حضرة الخلافة»
إن الخلافة سر اللّٰه في البشر *** لذا تحملت ما فيها من الضرر
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية