﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾ [البقرة:117] في عينه من خارج كوجود الأكوان هنا عن كن الإلهية عند أسبابها فكانت الآخرة أعظم كمالا من هذا الوجه لتعميم الكلمة الحضرتين الخيال و الحس
فللأولى هو السر *** و للآخر الجهر
فمن آمن بالكل *** فقد بان له الأمر
و ما ثم حضرة في الحضرات الإلهية من يكون عنها النقيضان في العين الواحدة إلا هذه الحضرة فهي العامة الجامعة التي تضمنت الأسماء كلها حسنها و سيئها و الجلال من صفات الوجه فله البقاء دائما و هو من أدل دليل على إن كل ما في الدنيا في الآخرة بلا شك و مما في الدنيا ما لا خفاء به و هي الأجسام الطبيعية التي من شأنها أن تأكل و تشرب و تستحيل مأكلها و مشروبها بحسب أمزجتها ففي الجنة يستحيل ما يأكله أهلها عرقا يخرج من أعراضها أطيب من ريح المسك قال تعالى ﴿وَ يَبْقىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاٰلِ وَ الْإِكْرٰامِ﴾ [الرحمن:27]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية