و أنت الناطق فإنه الفصل المقوم لك في حدك و ما أحسن قوله ﴿وَ هُمْ لاٰ يُظْلَمُونَ﴾ [البقرة:281] حيث عرفنا بأننا الكتاب الذي ينطق بالحق و شرفنا بأنا لديه ﴿وَ مٰا عِنْدَ اللّٰهِ بٰاقٍ﴾ [النحل:96] فلنا البقاء بما نحن لديه على هذه الصفة التي وصفنا اللّٰه بها من النطق بالحق فإنا بالله ننطق و اللّٰه يقول على لسان عبده ما ينطقه به ﴿وَ بِالْحَقِّ أَنْزَلْنٰاهُ وَ بِالْحَقِّ نَزَلَ﴾ [الإسراء:105] و هو القائل ﴿لاٰ يُكَلِّفُ اللّٰهُ نَفْساً إِلاّٰ وُسْعَهٰا﴾ [البقرة:286] و قد وسعت الحق الذي ضاق عنه الأرض و السماء و هو سبحانه لا يثقله شيء و إنما نعته بالتكليف لأنه على كل حال محل جلال للحق به ينطق و يسمع و يبصر و يسعى و يبطش فقبول الزائد تكليف و الوسع في إعطاء كل شيء حقه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية