و اختارهم لنفسه فاعتلت *** همتهم عن كل أمر شهد
[الظلم الذي من الفضل الإلهي]
قال اللّٰه تعالى ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتٰابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنٰا مِنْ عِبٰادِنٰا فَمِنْهُمْ ظٰالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سٰابِقٌ بِالْخَيْرٰاتِ بِإِذْنِ اللّٰهِ ذٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾ [فاطر:32] أي كل ذلك بأمر اللّٰه فالظالم لنفسه لعلمه بقدرها عند اللّٰه فهو يظلم لها لا يظلمها فيعطي كل ذي حق حقه إلا الحق فإنه لا يعطيه كل حقه بل يعطيه من حقه تعالى ما يسمى به أديبا و ما لا يسمى به أديبا يظلمه فيه من أجل نفسه حتى يلحق برتبة الأنبياء فمثل هذا الظلم من الفضل الإلهي على عبده فمن كان مشهده هذا سمي ظالما لنفسه مع أنه مصطفى و ما أوقفه على ذلك إلا علمه بالكتاب فهو يحكم به كما ﴿قٰالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتٰابِ﴾ [النمل:40] لسليمان ع ﴿أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ﴾ [النمل:40]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية