﴿فَلِلّٰهِ الْحُجَّةُ الْبٰالِغَةُ﴾ [الأنعام:149] لأن النزاع وقع بينه و بينه لأنه في نفس الأمر ما ثم إلا حكمان ما ثم ذاتان فافهم و عندنا ما كانت الحجة البالغة لله على عباده إلا من كون العلم تابعا للمعلوم ما هو حاكم على المعلوم فإن قال المعلوم شيئا كان لله الحجة البالغة عليه بأن يقول له ما علمت هذا منك إلا بكونك عليه في حال عدمك و ما أبرزتك في الوجود إلا على قدر ما أعطيتني من ذاتك بقبولك فيعرف العبد أنه الحق فتندحض حجة الخلق في موقف العرفان الإلهي الخاص و أما في العموم فالأمر فيه قريب و الحكم يختلف بحسب فهم الرجال فيه فما كل أحد تقام عليه حجة تقام على الآخر فلكل صنف حجة عند اللّٰه بها يظهر على عباده ﴿وَ هُوَ الْقٰاهِرُ﴾ [الأنعام:18] بالحجة ﴿فَوْقَ عِبٰادِهِ وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ [الأنعام:18] حيث يظهر على كل صنف بما تقوم به الحجة لله عليه فلو لا إطلاق التكليف ما كان خصما و لا عمل لنا معه مجلس حكم و لا ناظرناه فافهم ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب الثامن و الخمسون و أربعمائة في معرفة منازلة إدراك السبحات الوجهية»
سبحات الوجه تدركنا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية