و ليس بمختار إذا كان هكذا *** فكل إلى سبق الكتاب مسلم
فما الخوف إلا من كتاب تقدمت *** له سور فينا و آي و أنجم
فلو كان مختارا أمناه أنه *** رءوف رحيم بالعباد و أرحم
و أخبر في البشرى برحمته التي *** يكون لها السبق الكريم المقدم
على غضب أبداه فعل عبيده *** يزول محمد اللّٰه عنه و عنهم
و ليس كتابي غير ذاتي فافهموا *** فما مثله إياي فأفشوا و اكتموا
﴿بَلِ الْإِنْسٰانُ عَلىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ﴾ [القيامة:14] فانظر أيها الولي الحميم إلى ما يحوك في صدرك لا تنظر إلى العوارض فإنك بحسب ما يحوك فإن حاك الايمان فأنت مؤمن و إن حاك صرف ما وجب به الايمان إلى ما لا يقتضيه ظاهر الحكم فأنت بحسب ذلك و به يختم لك و لا تنظر إلى ما يبدو للناس منك و لا تعول إلا على ما يحوك فإنه لا يحوك في صدرك إلا ما سبق في الكتاب أن يختم به لك إلا إن الناس في غفلة عما نبهتهم عليه و لا راد لأمره و ﴿لاٰ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ﴾ [الرعد:41]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية