﴿قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ﴾ [النحل:102] و قوله ﴿وَ لاٰ تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾ [ طه:114] بما يكون من اللّٰه إليه برفع الواسطة و هو الحديث الذي لا يسمى قرآنا فلا ينبغي لواعظ أن يخرج في وعظه عن الكتاب أو السنة و لا يدخل في هذه الطوام فينقل عن اليهود و النصارى و المفسرين الذين ينقلون في كتب تفاسيرهم ما لا يليق بجناب اللّٰه و لا بمنزلة رسل اللّٰه عليه السّلام كما روينا عن منصور بن عمار أنه رآه إنسان بعد موته و كان من الواعظين فقال له يا منصور ما لقيت فقال أوقفني الحق بين يديه و قال إلي يا منصور بم تقربت إلي فقلت له كنت أعظ الناس و أذكرهم فقال يا منصور بشعر زينب و سعاد تطلب القرب مني و تعظ عبادي و ذكر لي أشعارا كنت أنشد بها على المنبر مما قاله أهل المحبة في محبوباتهم فشدد علي ثم قال إن بعض أوليائي حصر مجلسك فقلت في ذلك المجلس اللهم اغفر لأقسانا قلبا و أجمدنا عينا فقال ذلك الولي الذي حضر عندك اللهم اغفر لمن هذه صفته فاطلعت فلم أر أجمد عينا و لا أقسى قلبا منك فاستجبت فيك دعاء وليي فغفرت لك فلا ينبغي أن ينشد واعظ في مجلسه إلا الشعر الذي قصد فيه قائله ذكر اللّٰه بلسان التغزل أو بغيره فإنه من الكلام الذي يقوله أهل اللّٰه فهو حلال قولا و سماعا فإنه مما ذكر اسم اللّٰه عليه و لا ينبغي أن ينشد في حق اللّٰه شعرا قصد به قائله في أول وضعه غير اللّٰه نسيبا كان أو مديحا فإنه بمنزلة من يتوضأ بالنجاسة قربة إلى اللّٰه فإن القول في المحدث حدث بلا شك و قد نبه اللّٰه في كتابه على هذه المنزلة بقوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية