﴿سَنُرِيهِمْ آيٰاتِنٰا فِي الْآفٰاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتّٰى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ [فصلت:53] و أمثال هذه الآيات و أما عند أهل الكشف و الوجود فكل جزء في العالم بل كل شيء في العالم أوجده اللّٰه لا بد أن يكون مستندا في وجوده إلى حقيقة الإلهية فمن حقره أو استهان به فإنما حقر خالقه و استهان به و مظهره و كل ما في الوجود فإنه حكمة أوجدها اللّٰه لأنه صنعة حكيم فلا يظهر إلا ما ينبغي لما ينبغي كما ينبغي فمن عمي عن حكمة الأشياء فقد جهل ذلك الشيء و من جهل كون ذلك الأمر حكمة فقد جهل الحكيم الواضع له و لا شيء أقبح من الجهل فإن قلت فالجهل من العالم و قد قبحته فقد قبحت من استند إليه الجهل في وجوده قلنا كان يصح هذا لو كان الجهل نسبة وجودية فالجهل إنما هو عبارة عن عدم العلم لا غير فليس بأمر وجودي و العدم هو الشر و الشر قبيح لنفسه حيثما فرضته و لهذا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية