﴿يَقُولُونَ آمَنّٰا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنٰا﴾ [آل عمران:7] الرحمة و المرحوم ﴿وَ مٰا يَذَّكَّرُ إِلاّٰ أُولُوا الْأَلْبٰابِ﴾ [البقرة:269] و هم الغواصون الذين يستخرجون لب الأمور إلى الشهادة العينية بعد ما كان يستر ذلك اللب القشر الظاهر الذي كان به صونه و هذا يحوي على تسعة آلاف مقام هكذا وقع الإخبار من أهل الكشف و الوجود منها ألف مقام لطائفة خاصة و لطائفة أخرى ثلاثة آلاف مقام و لطائفة ثالثة خمسة آلاف مقام فارفع الطوائف الطائفة التي لها ألف مقام و تليها في الرفعة الطائفة التي لها ثلاثة آلاف مقام و تليها الطائفة التي لها خمسة آلاف مقام في الرفعة و أعلى الطوائف من لا مقام له و ذلك لأن المقامات حاكمة على من كان فيها و لا شك أن أعلى الطوائف من له الحكم لا من يحكم عليه و هم الإلهيون لكون الحق عينهم و هو أحكم الحاكمين و ليس ذلك لأحد من الناس إلا للمحمديين خاصة عناية إلهية سبقت لهم كما قال تعالى في أمثالهم ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنىٰ أُولٰئِكَ عَنْهٰا مُبْعَدُونَ﴾ [الأنبياء:101] يعني النار فإن النار من جملة هذه المقامات فهم على الحقيقة عن المقامات مبعدون فأصحاب المقامات هم الذين قد انحصرت هممهم إلى غايات و نهايات فإذا وصلوا إلى تلك الغايات تجددت لهم في قلوبهم غايات أخر تكون تلك الغايات التي وصلوا إليها لهم بدايات إلى هذه الغايات الأخر فتحكم عليهم الغايات بالطلب لها و لا يزال لهم هذا الأمر دائما و أما المحمدي فما له هذا الحكم و لا هذا الحصر فاتساعه اتساع الحق و ليس للحق غاية في نفسه ينتهي إليها وجوده و الحق مشهود المحمدي فلا غاية له في شهوده و ما سوى المحمدي فإنه مشاهدا مكانه فما من حالة يقام فيها و لا مقام إلا و يجوز عنده انقضاؤه و تبدل الحال عليه أو إعدامه و يرى أن ذلك من غاية المعرفة بالله حيث و في الحكم حقه بالنظر إلى نفسه و إلى ربه و عيسى عليه السّلام محمدي و لهذا ينزل في آخر الزمان و به يختم اللّٰه الولاية الكبرى و هو روح اللّٰه و كلمته و كلمات الحق لا تنفد فليس للمحمدي غاية في خاطره ينتهي إليها
[المقامات لا تدرك إلا بعين الخيال]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية