﴿إِلاّٰ بِلِسٰانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾ [ابراهيم:4] فإذا أرسله عامة كانت العامة قومه فأعطاه جوامع الكلم و هو فصل الخطاب و ما كمل إلا آدم بالأسماء و كمال محمد ﷺ بجوامع الكلم فنزل إليهم برسالة ربهم بلسانهم و لحنهم فما دعاهم إلا بهم ثم إنه ما شرع لهم من الأحكام إلا ما كانوا عليه فما زادهم في ذلك إلا كونها من عند اللّٰه فيحكمون بها على طريق القربة إلى اللّٰه لتورثهم السعادة عند اللّٰه و إنما قلنا ما شرع لهم من الأحكام إلا ما كانوا عليه لأنه لم تخل أمة من الأمم على ناموس تكون عليه لمصالح أحوالها و ليست إلا خمسة فلا بد من واجب أوجبه إمامهم و واضع ناموسهم عليهم و هو الواجب و الفرض عندنا و كذلك المندوب و المحظور و المكروه و المباح لأنه لا بد لهم من حدود في الأحكام يقفون عندها عليها و ما جاءهم الشرع من عند اللّٰه إلا بهذا الذي كانوا عليه من حكم نظرهم فيما يزعمون و هو في نفس الأمر من جعل اللّٰه ذلك في نفوسهم من حيث لا يشعرون و لذلك كان لهم بذلك أجر من اللّٰه من حيث لا يعلمون لكن إذا انقلبوا إليه وجدوا ذلك عنده فلما رأينا أنه ما أرسل رسولا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية