﴿يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مٰا عَقَلُوهُ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [البقرة:75] أن كلام اللّٰه معقول عندهم و أبدوا في الترجمة عنه خلاف ما هو في صدورهم عندهم و في مصحفهم المنزل عليهم فإنهم ما حرفوا إلا عند نسخهم من الأصل و أبقوا الأصل على ما هو عليه ليبقى لهم العلم و لعلمائهم و آدم مع اليدين عصى بنفسه و لم يحفظ حفظ كلام اللّٰه فهذا أعجب و إنما عصم كلام اللّٰه لأنه حكم و الحكم معصوم و محله العلماء به فما هو عند العلماء محرف و هم يحرفونه لأتباعهم و آدم ما هو حكم اللّٰه فلا يلزمه العصمة في نفسه و تلزمه العصمة فيما ينقله عن ربه من الحكم إذا كان رسولا هو و جميع الرسل و هذا علم شريف فإن اللّٰه ما جعل في العالم هدى لا يصح أن يعود عمى فإنه أبان لمن أوصله إليه فما اتصف بالعمى إلا من لم يصل إليه الهدى من ربه و من قيل له هذا هدى لا يقال إنه وصل إليه حتى يكون هو الذي أنزل عليه الهدى و حصل له العلم بذلك فإن هذا لا يكون عنده عمى أبدا فما استحب العمى على الهدى إلا من هو مقلد في الأمرين لأبناء جنسه فالعمى يوافق طبعه و الهدى يخالف طبعه فلذلك يؤثره عليه فرأيت فيها علم من اتأد و على اللّٰه اعتمد و هذا هو التوكل الخامس و هو قوله تعالى في سورة المزمل
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية