«رسول اللّٰه ﷺ يقول إن أحدكم لا يرى ربه حتى يموت» فقال و كذلك كان لما سألته الرؤية أجابني فخررت صعقا فرأيته تعالى في صعقتي قلت موتا قال موتا قلت فإن رسول اللّٰه ﷺ شك في أمرك إذا وجدك في يوم البعث فلا يدري أ جوزيت بصعقة الطور فلم تصعق في نفخة الصعق فإن نفخة الصعق ما تعم فقال صدقت كذلك كان جازاني اللّٰه بصعقة الطور فما رأيته تعالى حتى مت ثم أفقت فعلمت من رأيت و لذلك قلت ﴿تُبْتُ إِلَيْكَ﴾ [الأعراف:143] فإني ما رجعت إلا إليه فقلت أنت من جملة العلماء بالله فما كانت رؤية اللّٰه عندك حين سألته إياها فقال واجبة وجوبا عقليا قلت فيما ذا اختصصت به دون غيرك قال كنت أراه و ما كنت أعلم أنه هو فلما اختلف على الموطن و رأيته علمت من رأيت فلما أفقت ما انحجبت و استصحبتني رؤيته إلى أبد الأبد فهذا الفرق بيننا و بين المحجوبين عن علمهم بما يرونه فإذا ماتوا رأوا الحق فميزه لهم الموطن فلو ردوا لقالوا مثل ما قلنا قلت فلو كان الموت موطن رؤيته لرآه كل ميت و قد وصفهم اللّٰه بالحجاب عن رؤيته قال نعم هم المحجوبون عن العلم به إنه هو و إذا كان في نفسك لقاء شخص لست تعرفه بعينه و أنت طالب له من اسمه و حاجتك إليه فلقيته و سلمت عليه و سلم عليك في جملة من لقيت و لم يتعرف إليك فقد رأيته و ما رأيته فلا تزال طالبا له و هو بحيث تراه فلا معول إلا على العلم و لهذا قلنا في العلم إنه عين ذاته إذ لو لم يكن عين ذاته لكان المعول عليه غير إله و لا معول إلا على العلم قلت إن اللّٰه دلك على الجبل و ذكر عن نفسه أنه تجلى للجبل فقال لا يثبت شيء لتجليه فلا بد من تغير الحال فكان الدك للجبل كالصعق لموسى يقول موسى فالذي دكه أصعقني قلت له إن اللّٰه تولى تعليمي فعلمت منه على قدر ما أعطاني فقال هكذا فعله مع العلماء به فخذ منه لا من الكون فإنك لن تأخذ إلا على قدر استعدادك فلا يحجبنك عنه بأمثالنا فإنك لن تعلم منه من جهتنا إلا ما نعلم منه من تجليه فإنا لا نعطيك منه إلا على قدر استعدادك فلا فرق فانتسب إليه فإنه ما أرسلنا إلا لندعوكم إليه لا لندعوكم إلينا فهي كلمة ﴿سَوٰاءٍ بَيْنَنٰا وَ بَيْنَكُمْ أَلاّٰ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّٰهَ وَ لاٰ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَ لاٰ يَتَّخِذَ بَعْضُنٰا بَعْضاً أَرْبٰاباً مِنْ دُونِ اللّٰهِ﴾ [آل عمران:64]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية