﴿إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخٰافُ اللّٰهَ رَبَّ الْعٰالَمِينَ﴾ [الحشر:16] فأبان اللّٰه لنا عن معرفة الشيطان بربه و خوفه منه فلذلك كان صرف الجن في هذه الآية إلى ما استتر من الإنسان أولى من إطلاقه على الجان و اللّٰه أعلم و أما الأثر العاشر فهو ما ظهر في العالم من إبانة الرسل المترجمين عن اللّٰه ما أنزل اللّٰه على عباده مع إنزال كتبه فما اكتفى بنزول الكتب الإلهية حتى جعل الرسل تبين ما فيها لما في العبارة من الإجمال و ما تطلبه من التفصيل و لا تفصل العبارة إلا بالعبارة فنابت الرسل مناب الحق في التفصيل فيما لم يفصله و أجمله و هو قوله تعالى ﴿لِتُبَيِّنَ لِلنّٰاسِ مٰا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل:44] بعد تبليغه ما أنزل إلينا و هذه حقيقة سارية في العالم و لولاها ما شرحت الكتب و لا ترجمت من لسان إلى لسان و لا من حال إلى حال قال تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية