و لم يقل لم يلقه فما كره اللّٰه إلا لقاءه الذي كره و هو أن يلقاه آخذا له على جريمته و منتقما فكره اللّٰه أن يلقاه بما كره هذا المسيء فلقيه تعالى بالمغفرة و الرضوان لأنه علم أنه ما كره لقاء اللّٰه مع كونه مؤمنا بلقائه إلا لما هو عليه من المخالفة فكره اللّٰه لقاءه بما تستحقه المخالفة من العقوبة فلقيه بالعفو و المغفرة و فيه علم ما تستحقه الذات لنفسها لا من حيث اتصافها بأنها إله و فيه علم إن رد الأمور كلها و إن كانت لله فإن اللّٰه بعد وقوفه عليها يردها بما شاء على عباده و فيه علم إرسال الستور بين النفوس المؤمنة و بين المخالفات و من خالف منهم أرسلت الستور بينه و بين العقوبات و فيه علم معاملة اللّٰه عباده بما يوافق أغراضهم و فيه علم منزلة الأسباب الموضوعة في العالم التي لها الآثار فيه و فيه علم ما تدعوه إليه الأسباب و ما ينبغي أن يجيب منها و ما ينبغي أن لا يجيب و فيه علم إلحاق الأباعد بالأداني و الأسافل بالأعالي في التحام ذلك و فيه علم جهل من يساوي بين الحق و الخلق و من جهل مراتب العالم عند اللّٰه و فيه علم التفسير و التمييز و فيه علم ما يعود على العامل من عمله و ما لا يعود و فيه علم أعمار الأشياء و هو بقاء الشيء إلى زمان فساد صورته التي بزوالها يزول عنه الاسم الذي كان يستحقه جمادا كان أو نباتا أو حيوانا و فيه علم الأخذ الإلهي بالأسباب الكونية و أن كل مأخوذ به جند من جنود اللّٰه و فيه علم كون العالم آيات بعضه لبعض و فيه علم النصائح من المؤمنين و غير المؤمنين و فيه علم بيان العلم بالأدلة و فيه علم ما تمس الحاجة إليه في كل وقت و فيه علم الاعتبار و فيه علم الإرادة و المشيئة و فيه علم من ينبغي أن يعتمد عليه في الأمور و من لا يعتمد عليه فيها و فيه علم من أراد بأخيه المؤمن سوء عاد عليه و هو سار في كل جنس من الأمم و فيه علم من استعجل صفة ما يكون في يوم القيامة هنا و ما حكمه عند اللّٰه و فيه علم الهجرة و المهاجر و فيه علم الوهب من غير الوهب و فيه علم ما أدى الجاهل مع علمه إن يقول ﴿إِنْ كٰانَ هٰذٰا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنٰا حِجٰارَةً مِنَ السَّمٰاءِ أَوِ ائْتِنٰا بِعَذٰابٍ أَلِيمٍ﴾ [الأنفال:32]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية