و قد قرى الثاني في الشاذ بفتح الياء فكل موجود له بقاء في وجوده فلا بد من حافظ كياني يحفظ عليه وجوده و ذلك الحافظ خلق لله و هو غذاء هذا المحفوظ عليه الوجود فلا تزال عينه و إن تغيرت صورته ما دام اللّٰه يغذيه بما به بقاؤه من لطيف و كثيف و مما يدرك و مما لا يدرك فالسعيد من الحافظين هو من يرى أنه مجعول للحفظ قال تعالى ﴿وَ إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحٰافِظِينَ﴾ [الإنفطار:10] و ليس هؤلاء من حفظة الوجود و إنما هؤلاء هم المراقبون أفعال العباد و إنما الحفظة العامة في قوله ﴿وَ يُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً﴾ [الأنعام:61] فنكر فدخل تحت هذا اللفظ حفظة الوجود و حفظة الأفعال
إذا قلت إن اللّٰه يحفظ خلقه *** فما هو إلا خلقه ما به الحفظ
فهذا هو المعنى الذي قد قصدته *** و دل عليه من عبارتنا اللفظ
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية