فما أسقط الأجر عن أمته في مودتهم للقربى و إنما رد ذلك الأجر بعد تعينه عليهم فعاد ذلك الأجر عليهم الذي كان يستحقه رسول اللّٰه ﷺ فيعود فضل المودة على أهل المودة فما يدري أحد ما لأهل المودة في قرابة رسول اللّٰه ﷺ من الأجر إلا اللّٰه و لكن أهل القربى منهم و لهذا جاء بالقربى و لم يجيء بالقرابة فإنه لا فرق بين عقيل في القرابة النسبية و بين علي فإنهما ابنا عم رسول اللّٰه ﷺ في النسب فعلى جمع بين القربى و القرابة فوددنا من قرابته ﷺ القربى منهم و هم المؤمنون و لذلك فرق عمر رضي اللّٰه عنه بين من هو أقرب قرابة و أقرب قربى و هو عربي نزل القرآن بلسانه فلو لا ما في ذلك فرقان في لسانهم و اصطلاحهم ما فرق عمر بين القربى و القرابة و انظر ذلك في القرآن في المغانم في قوله تعالى ﴿فَأَنَّ لِلّٰهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبىٰ﴾ [الأنفال:41] و ليسوا إلا المؤمنين من القرابة فجاء بلفظ القربى دون لفظ القرابة فإن القرابة إذا لم يكن لهم قربى الايمان لا حظ لهم في ذلك و لا في الميراث و «هو قول النبي ﷺ يوم دخل مكة ما ترك لنا عقيل من دار» لأنه الذي ورث أباه دون علي لإيمان علي و كفر عقيل و قال تعالى ﴿لاٰ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوٰادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كٰانُوا آبٰاءَهُمْ أَوْ أَبْنٰاءَهُمْ﴾ [المجادلة:22] ﴿أَوْ إِخْوٰانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ﴾ [المجادلة:22]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية