فإذا تصرف هذا التالي في العالم تصرف الحق من رحمته و بسط رزقه و كنفه على العدو و الولي و البغيض و الحبيب بما يعم مما لا يقدح و يخص جناب الحق بطاعته و إن أسخط العدو كما خص الحق بتوفيقه بعض عباده و لم يعم كما عم في الرزق فمن هذه صفته في حال تلاوته فإنه يتلو القرآن الكريم الذي في الكتاب المكنون و هو قلب هذا التالي ﴿تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعٰالَمِينَ﴾ [الواقعة:80] و ما قال رب المؤمنين لعموم الكرم في الرزق و الحياة الدنيا فاعلم يا ولي ما تتلو و بمن تتلو و من يسمعك إذا تلوت و بمن تسمع إذا كان الحق يتلو عليك و هذا القدر كاف في التنبيه على شرف هذا المنزل فلنذكر ما يحوي عليه من العلوم فمن ذلك علم منازل القرآن و علم الأوتاد الأربعة الذين قيل إن الشافعي واحد منهم و علم تعجب الحق و كل ما يتعجب منه فهو خلقه و علم ما يؤخذ منك و ما يبقى عليك و من يأخذه منك و هل يأخذه عن عطاء منك أو يأخذه الآخذ جبرا و علم بعض مراتب الكتب الإلهية التي عنده و لم تنزل إلينا و علم السبب الذي حال بيننا و بين أن يكون لنا من اللّٰه ما كان للرسل منه و هو «قوله عليه السّلام في الحديث الصحيح في الكشف فقال ﷺ لو لا تزييد في حديثكم و تمريج في قلوبكم لرأيتم ما أرى و لسمعتم ما أسمع»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية