﴿يٰا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مٰا أَحَلَّ اللّٰهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضٰاتَ أَزْوٰاجِكَ﴾ [التحريم:1] فكان هذا مما أرته نفسه فهذا يدلك أن قوله تعالى ﴿بِمٰا أَرٰاكَ اللّٰهُ﴾ [النساء:105] إنه ما يوحي به إليه لا ما يراه في رأيه فلو كان الدين بالرأي لكان رأى النبي ﷺ أولى من رأى كل ذي رأى فإذا كان هذا حال النبي ﷺ فيما أرته نفسه فكيف رأى من ليس بمعصوم و من الخطاء أقرب إليه من الإصابة فدل إن الاجتهاد الذي ذكره رسول اللّٰه ﷺ إنما هو طلب الدليل على تعيين الحكم في المسألة الواقعة لا في تشريع حكم في النازلة فإن ذلك شرع لم يأذن به اللّٰه و لقد أخبرني القاضي عبد الوهاب الأزدي الإسكندري بمكة سنة تسع و تسعين و خمسمائة قال رأيت رجلا من الصالحين بعد موته في المنام فسألته ما رأيت فذكر أشياء منها قال و لقد رأيت كتبا موضوعة و كتبا مرفوعة فسألت ما هذه الكتب المرفوعة فقيل لي هذه كتب الحديث فقلت و ما هذه الكتب الموضوعة فقيل لي هذه كتب الرأي حتى يسأل عنها أصحابها فرأيت الأمر فيه شدة
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية