«فقال يا أبا بكر ما أخرجك قال الجوع قال و أنا أخرجني الجوع فكشف عن حجرين قد وضعهما على بطنه يشد بهما أمعاءه و كان يتعوذ من الجوع و يقول إنه بئس الضجيع» ص فقد عرفت أن «قوله ﷺ كنت نبيا و آدم بين الماء و الطين» إنما كان هذا القول بلسان تلك الصورة التي فيها من جملة صور المراتب فترجم لنا في هذه الدار عن تلك الصورة فهذا من أحوال الخلق و لنا صور أيضا فوق هذا لم نذكرها لأنه ليس لنا استرواح من قول شارع و لا من دليل عقلي نركن إليه في تعريفنا إياك بها فسكتنا عنها و إلا فلنا صورة في الكرسي و صورة في العرش و صورة في الهيولى و صورة في الطبيعة و صورة في النفس و صورة في العقل و هو المعبر عنهما باللوح و القلم و صورة في العماء و صورة في العدم و كل ذلك معلوم مرئي مبصر لله تعالى و هو الذي يتوجه عليه خطاب اللّٰه إذا أراد إيجاد مجموعنا في الدنيا بكن فنبادر و نجيب إلى الخروج من حضرة العدم إلى حضرة الوجود فينصبغ بالوجود و هو قوله تعالى ﴿صِبْغَةَ اللّٰهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّٰهِ صِبْغَةً وَ نَحْنُ لَهُ عٰابِدُونَ﴾ [البقرة:138]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية