فإن القلب في حال الورود يضيق لما يقتضيه من الجلال و الهيبة و ما يعطيه القرب الإلهي و التجلي و إذا صدر اتسع و انفسح لأنه كون و هو صادر إلى الكون فينفسح للمناسبة و تتسع أشعة نوره بانبساطها على الأكوان و يبتهج بكونه خص بهذا التعريف الإلهي على أبناء جنسه و لهذا إذا عرض له عارض يقبضه في غير محل القبض ينبهه الحق يذكره ما أنعم اللّٰه به عليه ليتذكر النعمة الإلهية عليه فيحول بينه و بين ما كان عليه من الضيق فهو في الظاهر من إلهي و في المعنى رحمة بهذا القلب فمن هنا يقرر الحق عبده على ما متن به عليه فإن قلت فإن اللّٰه قد ذكر أنه يمن على عباده قلنا إنما جاء هذا لما امتنوا على رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم بإسلامهم فقال اللّٰه له قل لهم يا محمد ﴿بَلِ اللّٰهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدٰاكُمْ لِلْإِيمٰانِ﴾ [الحجرات:17] أي إذا دخلتم في حضرة المن فالمن لله لا لكم فهو من علم التطابق لم يقصد به المن فما كان اللّٰه ليقول في المن ما قال و يكون منه كما «قال صلى اللّٰه عليه و سلم ما كان اللّٰه لينهاكم عن الربا و يأخذه منكم»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية