فلم أجد لذة أعظم من لذة ﴿وَ إِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [ القلم:4] فهذه أعظم بشرى وردت علي ثم إنه تليت على مرتين في زمانين متتابعين فزادني إعجابا بها تكرار التلاوة علي بها و تكرار التلاوة فينا مثل تكرار نزول الآية أو السورة على الرسول مرتين كما جاء في نزول سورة و المرسلات و غيرها إنها نزلت مرتين فإذا عطف الحق على عبده بهذه الحلاوة فجذبه إليه بها ليمنحه علما لم يكن عنده فإن لم يجد علما فليس بجذب و لا تلك حلاوة فتح فذلك من علامات فتح الحلاوة و إنما يفعل الحق ذلك لتكون حركة العبد معلولة لأنه معلول في الأصل و ذلك لإقامة حجة اللّٰه عليه فإن العبد يزهو بالقوة الإلهية التي عنده فربما يرى أن له تنزيها بانجذابه إلى الحق دون غيره من العبيد و يزعم أن ذلك إيثار منه لجناب الحق فجعل اللّٰه انجذابه عن حلاوة فإن زها كما قلنا قامت الحجة علينا بأنه ما أخذ به إلى الحق إيثار جناب الحق بل وجدان الحلاوة و الالتذاذ فلنفسه سعى و لله المنة وحده لا منة لا حد على اللّٰه و له ﴿اَلْحُجَّةُ الْبٰالِغَةُ﴾ [الأنعام:149]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية