﴿وَ مِنْ آيٰاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوٰاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهٰا وَ جَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ﴾ [الروم:21] أي علامة و دليلا ﴿لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [يونس:24] فيعلمون أنه الحق و فائدة هذا التفكر أن الإنسان إذا تزوج بالمرأة و وجد السكون إليها و جعل اللّٰه بينهما المودة و الرحمة علم أن اللّٰه يريد التحامهما فإذا ارتفع السكون من أحدهما إلى صاحبه أو منهما و زالت المودة و هي ثبوت هذا السكون و بهذا سمي الحب ودا لثبوته و تسمى بالودود لثبوت حبه من أحب من عباده و زالت الرحمة من بينهما أو من أحدهما بصاحبه فأعرض عنه فيعلم أن اللّٰه قد أراد طلاقهما فيبادر لذلك فيفوز عند اللّٰه بهذا المقام فإن لج و عاند يحرم القرب الإلهي فإن الحضرة الإلهية لا تقبل اللجاج و المعاندة و قد ثبت في الشرع ما ثبت و ما يعرف ما قلناه إلا أهل التفكر من عباد اللّٰه فإن اللّٰه ما جعله آية إلا لهم فجعل سبحانه سبب حصول هذه العلوم في ذات العقل التجلي
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية