﴿وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمىٰ﴾ [الأنفال:17] لأنه الحق فبالنفس كان العالم كله متنفسا و النفس أظهره و هو للحق باطن و للخلق ظاهر فباطن الحق ظاهر الخلق و باطن الخلق ظاهر الحق و بالمجموع تحقق الكون و بترك المجموع قيل حق و خلق فالحق للوجود المحض و الخلق للإمكان المحض فما ينعدم من العالم و يذهب من صورته فمما يلي جانب العدم و ما يبقى منه و لا يصح فيه عدم فمما يلي جانب الوجود و لا يزال الأمران حاكمين على العالم دائما فالخلق جديد في كل نفس دنيا و آخرة فنفس الرحمن لا يزال متوجها و الطبيعة لا تزال تتكون صورا لهذا النفس حتى لا يتعطل الأمر الإلهي إذ لا يصح التعطيل فصور تحدث و صور تظهر بحسب الاستعدادات لقبول النفس و هذا أبين ما يمكن في إبداع العالم ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
(الفصل الثاني عشر)من هذا الباب في الاسم الإلهي الباعث و توجهه على إيجاد اللوح المحفوظ
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية