﴿وَ مٰا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ﴾ [الأنفال:17] فلا تشك في حال الرؤيا في الصورة التي تراها أنها عين ما قيل لك إنه هو و ما تشك في التعبير إذا استيقظت أنه ليس هو و لا تشك في النظر الصحيح أن الأمر هو لا هو قيل لأبي سعيد الخراز بم عرفت اللّٰه قال بجمعه بين الضدين فكل عين متصفة بالوجود فهي لا هي فالعالم كله هو لا هو و الحق الظاهر بالصورة هو لا هو فهو المحدود الذي لا يحد و المرئي الذي لا يرى و ما ظهر هذا الأمر إلا في هذه الحضرة الخيالية في حال النوم أو الغيبوبة عن ظاهر المحسوسات بأي نوع كان و هي في النوم أتم وجودا و أعمه لأنه للعارفين و العامة و حال الغيبة و الفناء و المحو و شبه ذلك ما عدا النوم لا يكون للعامة في الإلهيات فما أوجد اللّٰه شيئا من الكون على صورة الأمر على ما هو عليه في نفسه إلا هذه الحضرة فلها الحكم العام في الطرفين كما للممكن قبول النقيضين فيكون له ذلك ذوقا فإن الذي يستحيل عليه العدم و إن كان له العلم بالعدم لا يكون علمه ذاتيا و هو الذي يسمى ذوقا بخلاف الممكن فإن العدم له ذوق و الذي يستحيل عليه الوجود و العلم به لا ذوق له في الوجود رأسا و الممكن له في الوجود ذوق فأوجد اللّٰه هذه الحضرة الخيالية ليظهر فيها الأمر الذي هو الأصل على ما هو عليه
[النوم معبر]
فاعلم أن الظاهر في المظاهر مظاهر الأعيان هو الوجود الحق و أنه ما هو لما ظهر به من الأشكال و النعوت التي أعيان الممكنات عليها و جعل هذه الحضرة كالجسر بين الشطين للعبور عليه من هذا الشط إلى هذا الشط فجعل النوم معبرا و جعل المشي عليه عبورا قال تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية