﴿فَأَجِرْهُ حَتّٰى يَسْمَعَ كَلاٰمَ اللّٰهِ﴾ [التوبة:6] و التالي إنما هو محمد ﷺ فأهل القرآن هم أهل اللّٰه و خاصته فهم الأحباب المحبون
منصة و مجلى نعت
المحب بأنه موافق لمحاب محبوبه
هذا ما يكون إلا من نعوت المحبين لله خاصة لكونه تعالى لا يحد و لا يتقيد و هو المتجلي في الاسم القريب كما يتجلى في الاسم البعيد فهو البعيد القريب قال المحب
و كل ما يفعل المحبوب محبوب
فإذا فعل البعد كان محبوبه البعد عن المحبوب لأنه محبوب المحبوب فإنه أحبه لحب المحبوب لا بنفسه و لا يحبه بحب المحبوب لا بنفسه حتى يكون المحبوب صفة له و إذا كان المحبوب من صفات المحب قام به و إذا قام به فهو في غاية الوصلة في عين البعد أوصل منه به في القرب لأنه في القرب بصفة نفسه لا بصفة محبوبه لأنه لا يقوم بالمحل علتان لمعلول واحد هذا لا يصح فما يحب القرب إلا لنفسه كما لا يحب البعد إلا بمحبوبه فهو في حب البعد أتم منه محبة في حب القرب و لنا في هذا المعنى
هوى بين الملاحة و الجمال *** يقاسيه القوي من الرجال
و يضعف عنه كل ضعيف قلب *** تقلب في النعيم و في الدلال
و تقليبي مع الهجران عندي *** ألذ من العناق مع الوصال
فإني في الوصال عبيد نفسي *** و في الهجران عبد للموالي
و شغلي بالحبيب بكل وجه *** أحب إلي من شغلي بحالي
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية