فمنع إن يكون هناك تفاوت بل أراه الأمور على وضع الحكمة الإلهية فمن أعطى هذا العلم فقد أعطى ما يجب لكل أحد من خلق اللّٰه و هذا مقام عزيز قل إن ترى له ذائقا إلا من كان له هذا المقام و علامة صاحب هذا المقام أن يكون عنده لكل ما يسمى خطأ في الوجود وجه إلى الحق يعرفه و يعرف به إن سئل عنه عند من يعرف منه القبول عليه هذه علامته و هو الذي يرى ربه بكل عقيدة و بكل عين و في كل صورة و ليس هذا إلا لصاحب هذا المقام فإذا ادعاه أحد و وقع أمر في العالم يقع فيه الإنكار و لا يكون عند مدعي هذا المقام له مخرج لحق جملة واحدة فدعواه في هذا المقام محال فإن صاحب هذا المقام يعلم أين وجه الحق في ذلك الأمر الذي صحبه النكر و أكثر ما يكون ذلك في العقائد و الأمور الشرعية و ما عدا هذين الموضعين فإنه يسهل وجود الحق فيما يقع فيه الإنكار العرضي و لا يلزم من إظهار حق ذلك الأمر أن يكون لسان الحمد يجري عليه ليس ذلك المطلوب بل هو مذموم مثلا مع كونه حقا فما كل حق محمود شرعا و لا عقلا و إنما المراد بالتحقيق علم ما يستحقه كل أمر عدما كان أو وجودا حتى الباطل يعطيه حقه و لا يتعدى به محله و من كان هذا نعته فهو الإمام المبين و هو مجلى العالمين ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4] (و في هذا الباب قلت أخاطب نفسي)
يا نفس كوني للذي *** أورده موافقة
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية