[حظ الناظر الأول في تحقيق الوكالة و من يستحقها]
فقال إذ و قد خلق الأشياء من أجلي فما خلق إلا ما يصلح لي و أنا جاهل بالمصلحة التي في استعمالها نجاتي و سعادتي فلنوكله في أموري فهو أعلم بما يصلح لي فكما أنه خلقها هو أولى بالتصرف فيها هذا يقتضيه نظري و عقلي من غير إن يقترن بذلك أمر إلهي فكيف و قد ورد به الأمر الإلهي فقال ﴿لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً﴾ [المزمل:9] نبه بهذا الأمر أنه لا ينبغي الوكالة إلا لمن هو إله لأنه عالم بالمصالح إذ هو خالقها كما قال ﴿أَ لاٰ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك:14] فاتخذه المؤمن العالم وكيلا و سلم إليه أموره و جعل زمامها بيده كما هو في نفس الأمر فما زاد شيئا مما هو الأمر عليه في الوجود و مدحه اللّٰه بذلك و ما أثر في الملك شيئا و هذا غاية الكرم الثناء بالأثر على غير المؤثر بل الكل منه و إليه فهذا حظ الناظر الأول
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية