﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اللّٰهُ﴾ [محمد:19] يقول اعلم من إخباري الموافق لنظرك ليصح لك الايمان علما كما صح لك العلم من غير إيمان الذي هو قبل التعريف فأمره فمن أجل هذا الأمر على نظر بعض الناس و رأيه فيه نظرنا من أين نتوصل إلى معرفته فنظرنا على حكم الإنصاف و ما أعطاه العقل الكامل بعد جده و اجتهاده الممكن منه فلم نصل إلى المعرفة به سبحانه إلا بالعجز عن معرفته لأنا طلبنا أن نعرفه كما نطلب معرفة الأشياء كلها من جهة الحقيقة التي هي المعلومات عليها فلما عرفنا إن ثم موجودا ليس له مثل و لا يتصور في الذهن و لا يدرك فكيف يضبطه العقل هذا ما لا يجوز مع ثبوت العلم بوجوده فنحن نعلم أنه موجود واحد في ألوهته و هذا هو العلم الذي طلب منا غير عالمين بحقيقة ذاته التي يعرف سبحانه نفسه عليها و هو العلم بعدم العلم الذي طلب منا لما كان تعالى لا يشبه شيئا من المخلوقات في نظر العقل و لا يشبهه شيء منها كان الواجب علينا أولا لما قيل لنا فاعلموا أنه لا إله إلا اللّٰه إن نعلم ما العلم و قد علمنا فقد علمنا ما يجب علينا من علم العلم أولا انتهى الجزء الثامن و الحمد لله «بسم اللّٰه الرحمن الرحيم»
[أمهات المطالب العلمية]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية