على خلقه فتعين إن الشرك من مظالم العباد فإن الشريك يأتي يوم القيامة من كوكب و نبات و حيوان و حجر و إنسان فيقول يا رب سل هذا الذي جعلني إلها و وصفني بما لا ينبغي لي خذ لي بمظلمتي منه فيأخذ اللّٰه له بمظلمته من المشرك فيخلده في النار مع شريكه إن كان حجرا أو نباتا أو حيوانا أو كوكبا إلا الإنسان الذي لم يرض بما نسب إليه و نهى عنه و كرهه ظاهرا و باطنا فإنه لا يكون معه في النار و إن كان هذا من قوله و عن أمره و مات غير موحد و لا تائب كان معه في النار إلا أن الذي لا يرضى بذلك ينصب للمشرك مثال صورته يدخل معه ليعذب بها و لا عذاب على كوكب و لا حجر و لا شجر و لا حيوان و إنما يدخلون معهم زيادة في عذابهم حتى يروا أنهم لن يغنوا عنهم من اللّٰه شيئا ﴿إِنَّكُمْ وَ مٰا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهٰا وٰارِدُونَ﴾ [الأنبياء:98] فيقولون ﴿لَوْ كٰانَ هٰؤُلاٰءِ آلِهَةً مٰا وَرَدُوهٰا﴾ [الأنبياء:99] ﴿وَقُودُهَا النّٰاسُ وَ الْحِجٰارَةُ﴾ [البقرة:24] فهم جمر جهنم فالناس المشركون و الحجارة المعبودون
[الذين سبقت لهم الحسنى هم عنها مبعدون]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية