﴿إِنَّمٰا يَخْشَى اللّٰهَ مِنْ عِبٰادِهِ الْعُلَمٰاءُ﴾ [فاطر:28] به فمن خشي فقد علم من يخشى و هذا هو مذهب سهل بن عبد اللّٰه التستري فلا أعلى في الإنسان من الصفة الجمادية ثم بعدها النباتية ثم بعدها الحيوانية و هي أعظم تصريف في الجهات من النبات ثم الإنسان الذي ادعى الألوهة فعلى قدر ما ارتفع عن درجة الجماد حصل له من تلك الرفعة صورة إلهية خرج بها عن أصله فالحجارة عبيد محققون ما خرجوا عن أصولهم في نشأتهم
[الأحجار محل لإظهار المياه التي هي معادن الحياة]
ثم إن اللّٰه جعل هذه الأحجار محلا لإظهار المياه التي هي أصل حياة كل حي في العالم الطبيعي و هي معادن الحياة و بالعلم يحيى الإنسان الميت بالجهل فجمعت الأحجار بالخشية و تفجر الأنهار منها بين العلم و الحياة قال تعالى ﴿وَ إِنَّ مِنَ الْحِجٰارَةِ لَمٰا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهٰارُ﴾ [البقرة:74]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية