﴿إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً﴾ [الشرح:5] فأتى بعسر واحد و يسرين معه فلا يكون الحق يراعي اليسر في الدين و رفع الحرج و يفتي المفتي بخلاف ذلك
[كون الحدود وضعت للزجر ما فيه نص من اللّٰه و رسوله]
فإن كون الحدود وضعت للزجر ما فيه نص من اللّٰه و لا رسوله و إنما يقتضيه النظر الفكري فقد يصيب في ذلك و قد يخطئ و لا سيما و قد رأينا خفيف الحد في أشد الجنايات ضررا في العالم فلو أريد الزجر لكانت العقوبة أشد فيها و بعض الكبائر ما شرع فيها حدا و لا سيما و الشرع في بعض الحدود في الكبائر التي لا تقام إلا بطلب المخلوق و إن أسقط ذلك سقطت و الضرر بإسقاط الحد في مثله أظهر كولي المقتول إذا عفا و ليس للإمام أن يقتله و أمثال هذا من الخفة و الإسقاط فيضعف قول من يقول وضعت الحدود للزجر
[سبب وضع الحدود و إسقاطها و تخفيفها و تشديدها]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية