إلى غير ذلك و هذه أحوال تحتاج إلى نية و إخلاص و لا تكون النية إلا بعد معرفة من يخلص له و هو اللّٰه تعالى فلا بد للإمام أن يسأل ما يتصدق به على كل سلامي و عن كل سلامي و القلب مسئول عن رعيته و هي جميع قواه الظاهرة و الباطنة و الحديث الجامع النبوي لما قررناه و اعتبرناه ما خرجه مسلم عن جرير بن عبد اللّٰه «قال كنا عند رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في صدر النهار فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار متقلدين السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فتمعر وجه رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم لما رأى بهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلالا فاذن و أقام فصلى بهم ثم خطب فقال» ﴿يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وٰاحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنْهٰا زَوْجَهٰا وَ بَثَّ مِنْهُمٰا رِجٰالاً كَثِيراً وَ نِسٰاءً وَ اتَّقُوا اللّٰهَ الَّذِي تَسٰائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحٰامَ إِنَّ اللّٰهَ كٰانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ ﴿يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّٰهَ وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ مٰا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ اتَّقُوا اللّٰهَ إِنَّ اللّٰهَ خَبِيرٌ بِمٰا تَعْمَلُونَ﴾ [الحشر:18] تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره حتى قال و لو بشق تمرة قال فجاء رجل بصرة من الأنصار تكاد كفه تعجز عنها بل عجزت قال ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام و ثياب حتى رأيت وجه رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم يتهلل كأنه مذهبة فقال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها من بعده من غير أن ينتقص من أجورهم شيئا و من سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها و وزر من عمل بها من بعده من غير أن ينتقص من أوزارهم شيئا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية