و لم يخص شخصا من شخص بل الظاهر أنه يريد من خالف أمره و عصاه مطلقا لا من أطاعه ﴿مٰا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾ [الإنفطار:6] فنبه الغافل عن صفة الحق التي هي كرمه فإنه من كرمه أوجده و لهذا قال له ﴿اَلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوّٰاكَ فَعَدَلَكَ﴾ [الإنفطار:7] يقول له بكرمه أوجدك ليقول له العبد يا رب كرمك غرني فقد يقولها لبعض الناس هنا في خاطره و في تدبره عند التلاوة فيكون سبب توبته و قد يقولها في حشره و قد يقولها له و هو في جهنم فتكون سببا في نعيمه حيث كان فإنه ما يقولها له إلا في الوقت الذي قد شاء أن يعامله بصفة الكرم و الجود فإن رحمته سبقت غضبه و رحمة اللّٰه ﴿وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف:156] منة و استحقاقا و بالأصل فكل ذلك منة منه سبحانه فإنه الذي ﴿كَتَبَ عَلىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾ [الأنعام:12]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية